... خنجر الخيانة ...
و أنت لوحدك...
حافية القدمين
شامخة صامدة هناك ...
ضد الرياح تواجهين الإعصار
كأنك تعانيقين خنجر الموت
أنت يا زهرة المدائن
و يا أم الرجال...
تسائلين ربك ...
لم فظلت إخوتي عني؟؟؟
إنهم اليوم يفسدون زرعي
و يسممون عنبي
و يجتثون أغصان الزيتون
من أرضي...
لم فظلتهم عني ياخالقي؟؟؟
و أنا التي أنجبت الرفاق...
و استقبلت البراق...
و زينت أرضي لجميع الأنبياء.
دعني أشتم في خنجر الخيانة
ريح يوسف و حريق إبراهيم
و أمتطي سفينة نوح
لأنجو من سيل الظلم و المهانة ...
من اختار لهم هذه الأسماء ؟؟؟
من خاط لهم عباءة الأنبياء ؟؟؟
من أغدق لهم بالمن و العطاء ؟؟؟
و من أباح لهم هتك أرضي
و عرضي دون عناء ؟؟؟؟
طبعا لست أنا...
أو لست أنا...
التي أنجبت في الحول مرتين...!؟
و لست أنا...
التي دفنت أحشائي مرتين....!؟
و لست أنا...
التي حوصرت من الزمن عقدين...!؟
و لست أنا...
التي بترت خارطة أرضي لضفتين....!؟؟؟.
أنا تلك التي أسموها بأولى القبلتين.
و التي نعتوها بثالث الحرمين...
أنا التي قالو عنها أم الشهيد..
أنا التي لم تعرف يوما فرح العيد...
أنا التي أخرصت البكاء بالزغاريد...
أنا بنت حيفا و يافا و مرجعيون...
أنا أخت الجليل و عسقلان ...
أنا القبة فوق الصخرة...
أنا أم الدرة و حنظلة ...
و أم الجنين المدفون تحت الشجرة...
فارفعوا عني ضلم إخوتي البررة...
مصطفى سريتي
المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق