الخميس، 7 ديسمبر 2023

قصيدة تحت عنوان{{ليلٌ أسودٌ}} بقلم الشاعر الفلسطيني القدير الأستاذ{{صفوح صادق}}


- ليلٌ أسودٌ -

ما أقسى الجرحَ حينَ يكونَ وطناً
يُداعبُ الموتُ أطفالَهُ 
يُسامرهم ليلٌ أسودٌ
يُساومُ أحلامهم خوفٌ قبيحٌ
يُشاغلهم صفيرٌ وعويلٌ ودخانٌ
وشهيدٌ سارَ نحوَ الشّمسِ
وجريحٌ صارَ دمَهُ نهراً متدفّقاً
يغرقُ فيهِ الوطنُ الذبيحُ
.....    

ما أقسى الجُرحَ ينزفُ قهراً
وتراتيلُ الصبّرِ تجتاحُ غزّةَ
تملؤُ الصدورَ كبرياءً
رغمَ الألمِ لم تزل نساؤنا
في غمرةِ الموتِ صابراتٍ
رغمَ الدمارِ يكتبُ الأطفالُ قصائداً
يُرتِّلها الرجالُ في رحلةِ الوداعِ
والسماءُ تَهدي للشهداءِ نجوماً
الأرضُ ترتوي بدماءِ أهلها
وخيامٌ أضحت بيوتاً
حينَ صارت غزةُ رُكاماً
.......

ما أقسى الجرحَ في خاصرةِ غزّةَ
والشهداءُ يصبحونَ أرقاماً
والموتُ صارَ حكايةً
الصمتُ يجوبُ الشوارعَ
وبلادُ العُربِ أوطاناً
خرافاً وحملاناً وخُرساناً
الشرفُ العربي في زجاجةِ خمرٍ
والشاربونَ شُربَ الهيمِ أنذالاً
وفي غزّةَ ترى الطفلَ بوجهِ عدوهِ نسراً
وترى عدوّهُ منْ خوفهِ يُقطِّعهُ أشلاءً
ليذهبَ إلى اللهِ معتذراً عن أمةٍ
أضحتْ بلا خجلٍ 
وشريانها صار دمهُ ماءً
ما أقسى الجُرحَ يا غزةَ
ونحنُ اليومَ بدونكِ أيتاماً.

صفوح صادق-فلسطين 

٦-١٢-٢٠٢٣. 

ليست هناك تعليقات: