صمت الهوى
أ حقاً خلق الصمت للعظماء
وهل يلد الحسن إلا النقاء ؟
يا عاشقين الهوى لا تلومني
إذا شرب عشقي كأس الشقاء
حبيبتي بكنائن عيونها سهام
لا تخيب إذا جابت الأجواء
جمالها كعبة يطوفها الأعمى
وإذا رأيتها يصيبك الإغماء
على صدرها أينع الورد وازدهر
زين بيوت القياصرة والأمراء
إمرأة إذا نطق صمتها
تعشقها قبل الرجال النساء
تغزل من الشعر قصائد إذا
قامت تهز أطرافها كما تشاء
شفاها تمطر خمر معتق كما
التوت ونار خدها ماله إطفاء
لا تعرف الرعونة وبها صبابة
في خطاها ترسم الإغراء
ما أجمل القد كأنه لبلاب أو
خيزران لا يقرأ دورانه الجهلاء
على خصرها الريحان نابت
وعيونها أفصح من النجلاء
سرائر قلبها وسائد الآمل
وفي كلها طبع إسمه الوفاء
لا تعرف التعالي لكونها إمرأة
من جمالها يستحي الصفاء
حبيبتي البدر يقلد حسنها
ومن حسنها يتوضأ العلماء
الصبح راكع في عيونها وله
رونق الشفق ناطق في السماء
عرفتها عرفت أصول الهوى
لكونها لكل داء في كفها دواء
كأنها ليلى وإنا قيس عشقها
أو كأنها نجم الثريا في السماء
هي إمرأة في قلبي كلهن ولو
كلهن أعتبروني هارون النساء
على أغصان جفونها ينام الطير
وعشقها أسفل قصيدتي إمضاء
لا يعادل المها ربع جمالها ولا
الغزلان نصف مافيها من صفاء
سيد ابوزيد
مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق