السبت، 3 فبراير 2024

قصيدة تحت عنوان{{تَجْتاحنَا الأظلالُ}} بقلم الشاعرة التونسية القديرة الأستاذة{{رفاالأشعل}}


 تَجْتاحنَا الأظلالُ ..


يطغى زمانٌ حولنا ويثورُ
تجتاحُنَا الأظلالُ والدّيجورُ

آفاقنا قَدْ عتّمتها غيمَةٌ
سوداء لا تهمي وليسَ تَغورُ

عَهدٌ وفيه لنا الحياة تجهّمَتْ
وإذا الهمومُ جنادلٌ وصخورُ

صرْنَا شتاتًا قدْ تَفرّقَ شَمْلُنَا
كثُرَتْ حروبٌ بينَنَا ونُفُورُ

أبناؤنا قَدْ فرّقتهمْ فتنةٌ
حاكَ العدوّ خيوطها ويديرُ

كَمْ قَدْ ظننتُ الدّينَ يَجْمَعُ بيننَا
لكنْ .. يخيبُ الظنّ والتّقديرُ

ومذاهبُ قد باعدتْ .. قدْ فرَقتْ 
قامتْ مقام الأصلِ وهيَ قُشُورُ

خانَ الرّعاةُ مع العدوّ تآمروا 
فإذا القطيعُ مشوّشٌ مقهورُ

هذي فلسطينُ استُبيحتْ أرضها
شعبٌ بأيدي النّائباتِ  أسيرُ

والقدْسُ تصْرَخُ من عدوٍّ ظالِمٍ
حبّ الأذى والشرّ فيهِ كَثيرُ

واليَوْمَ غَزّة يهدمونَ سُقوفَها
أشباحُ موتٍ في التّلالِ تَدُورُ

شعبٌ ضعيفُ الرّكْنِ غابَ نصيرُهُ
ما مَنْ قريبٍ.. يحتمي فيجيرُ

والكونُ أجمعُ في ذهولٍ واجمٌ
( حتّى كأنّ الأرض ليسَ تَدُورُ)

فالحكمُ للأقوَى فإنْ كانتْ لهُ 
عندَ الضّعيف مصالح سيغيرُ

في غَزّة أمسى الوجود كَبَلْقَعٍ
لا حسنَ فيه ولا نجومَ تُنيرُ

أبناء غَزّة تنتهي أحلامهم 
ماتَ الضّميرُ ..وَليسَ ثمّ شُعُورُ

وُتُدَكُّ  دورٌ فوقهم ومدارس
وإذا الرّكامُ مدافنٌ وَقبورُ

ليلي يطولُ .. ظلامهُ لا ينْجَلي
والأمّهاتُ بُكاؤهنّ مريرُ

يا ليلُ إنّي تائهٌ .. لا أهتدي
حتّى خيالي خائبٌ مدحورُ

في حيرةٍ ويكادُ يقتلني الأسى
لولا الفؤادُ على الخطوبِ صَبُورُ

ولجأتُ للحلمِ الّذي في خاطري:
بعد الدّجى حَتْمًا سيسطعُ نورُ

لأرى بآفاقي الضّيا متفجّرًا
وأرى الرّزايا سيفهَا مكسورُ

وأرى فلسطين استعادتْ مجدها
والشّعبُ فيها ضاحكٌ محْبُورُ

بعدَ الظّلامِ يطلُّ فجر بَاسم
     وإذا زماني ذَنْبُهُ مغْفُورُ
                     
                                                                                                                   رفاالأشعل
(باريس 01/2024)
(على الكامل )

ليست هناك تعليقات: