الاثنين، 11 مارس 2024

قصيدة تحت عنوان{{جدّ رحيلهمْ}} بقلم الشاعرة التونسية القديرة الأستاذة{{رفا الأشعل}}


 جدّ رحيلهمْ ..


رسمت على وجهي القبولَ بواقِعي 
وتَفضحُ عيني عنْ ضمائرِ جَازِعِ

لإنْ تعتعتني من عدوٍّ مَوَاجعٌ
لقيتُ من الأحبابِ أدهى المواجِعِ

تصدّعَ قلبي حينَ جدَّ رَحيلُهُمْ
يمانعُ .. لكنْ ما العنَادُ بنَافِعِ

وسرٌّ عن الواشين كمْ قَدْ كتمتهُ
فَبَاحَتْ عيونٌ فائضاتُ المَدامِعِ

أسَائلُ دَهري أنْ يُتيحَ رُجُوعَهُمْ
ولستُ أرى الدّهر العصيَّ بطَائعِ

زَمَانٌ بَخيلٌ ما يجودُ وما سَخَا
ولوْ شَاءَ يأتي جودُهُ بالبدائعِ

ودارتْ بنا الأيّامُ .. غابَ بريقُهَا
يغالبني وجْدٌ يقضّ مَضَاجعي

أُسائلُ  عنْهُمْ في مرافئ غربَتي
أصارع تيَارَ النّوى والزّوابعِ

بروحٍ على دربِ المواجعِ تشتَكي
وقلبٍ على جسر المسَافَةِ ضائعِ

براني فراقٌ يوقدُ الحزْنَ في دمي
وذكرى لهمسٍ كمْ أذابَ مسَامعي

وَدارتْ رحَى الأشْواقِ بينَ جوانحي
وقدْ طحنَتْ قلبي ودكّتْ أضالعي

ليالي يبيتُ النّجْمُ فيها مُسامري
وفي جُنْحِها الأحلامُ تُغْري مطامعي

 فَأهفُو  لآمالٍ  بأفقي  زرعتها 
كومضِ بروقٍ  في الغمامةِ لامعِ

وأسكبُ شَوقي في الحروفِ أصوغُها
يَواقيت فيها سحرُ كلّ الرّوائعِ

                         رفا الأشعل( تونس)

التعتعة الحركة العنيفة وتعتعه أي أقلقهُ
وتعتع الرّجل أي أن يقبل به ويدبر به ويعنّفُ عليه في ذلك .. 
وفي الحديث :
حَتَّى يُأخذ للضّعيف حقّهُ غير متَعتَعٍ أيْ من غير أنْ يصيبهُ أَذًى يقلقهُ ويزعجهُ ..

ليست هناك تعليقات: