السبت، 11 مايو 2024

قصيدة تحت عنوان {{ألا قمْ يا أُخَيَّ}} بقلم الشاعر، المغربي القدير الأستاذ{{محمد الدبلي الفاطمي}}


ألا قمْ يا أُخَيَّ 
غزا الأخلاقَ شرٌّ مُسْتطيرُ***كأنّ النّاس مُعظـــــمهم حَـــميرُ
وفي الشّهواتِ أغْرقَنا انْحطاطٌ***وبدّدَ رُشْدَنا الشّططُ الخطيرُ
ألمْ ترَ كيفَ أصْبحْنا جَماداً***وفي أوساطنا انعدمَ الضّـــميرُ
تسيرُ بنا الملاهي نحْو ليْلٍ***به الظّلماءُ أنْجَــــــــــبَها الزّفيرُ
ونحنُ نرى المخاطرَ قدْ أطلّتْ***ولا ندري إلى أيْنَ المـصيرُ
////
ألا قمْ يا أُخَــــــيَّ منَ الرّقادِ***وحاولْْ أنْ تعـــودَ إلى الرّشادِ
فموتُ المَرْءِ في الأحياءِ عارٌ***وجهلُ النّاسِ يُغْرِقُ في الفسادِ
ومن زرعَ الهوى حَتْماً سَيجْني***عواصفَ ريحُها ريحُ الكسادِ
ألم تعلم بأنّ العـــــــــــلْمَ نورٌ***وأنّ الجهلَ عشّشَ في بلادي
فَقُمْ يا أيّها الوطنُ المفدّى***فإنّ الشّــــعبَ أمْــعَنَ في الرُّقادِ
////
سَقطْنا فاستبدّ بنا الخرابُ***وهاجَمنا الثّـــــــــعالبُ والذّئابُ
نُوَجّهُ كالقطيعِ إلى مَصــــــيرٍ***أُعِدّ لهُ السّـــــماسرةُ الكلابُ
ونزعمُ أنّنا نبنــــــــــي حياةً***بها التّفكــــير يحْكُمُهُ الصّوابُ
ولكنّ العقولَ تسيرُ عكْساً***وتجهلُ ما سَيجــــــمعُهُ الحسابُ
فسُحْقاً للتّعلّم في بلادي***أباح الغشّ فاخْتــــــــــــنقَ الكتابُ
////
أساتذةُ المدارسِ في الوطنْ***أماتوا الفــــقْه في رَحِمِ الزّمنْ
يعلّمُ جلّهـــــــمْ ما ليْسَ يَدْري**-*وعند الجنْي تَنكشـفُ المحنْ
عملتُ مُدرّساً فكرهْتُ نفسي***لأنّ النّشْأ قدْ دفعـــــــوا الثّمنْ
رأيتُ الغشّ قدْ أمْسى مُباحاً***وأصبحَ عندنا سبــــــبَ الفتنْ
كأنّ الغشّ في التّدريس فنٌّ***وهذا ما سيعْصـــــــــفُ بالوطنْ
////
ألايا أيّها الأســــــــــــتاذُ فينا***تسلّحْ بالمـــــــعارفِ أجْمعينا
وعلّمْ ما اكتشفتَ منَ المجاني***فإنّ تعـــــــــلّمَ الأطفالِ دينا
ولو علمَ الصّغارُ طقوسَ فنٍّ***أجادوا الصُّنْعَ واخترعوا الثّمينا
ولكنّ التعـــــــلّمَ مُستحيلٌ***إذا الأستاذُ لَقّنَنا المُــــــــــشينا
فعلّمْ ما استطعتَ وكنْْ صَدوقا**فأهلُ العلمِ منْ سلكوا المُبينا

محمد الدبلي الفاطمي 

ليست هناك تعليقات: