حماقاتي
لا تنتهي أبدا
حماقاتي التي لا تنتهي أبدا
فلي روحا فلا تبقي و لا جسدا
ليَ المنفى فما أبقت و لا وطنا
و لي صبرا فلم تترك و لا جلدا
و لي أمسا فلم تترك و لا يوما
و لست أرى بقلبي المستهام غدا
عذاباتي فقد ألغت حساباتي
و لي بلدا فلم تترك و لا ولدا
معاناتي ترى الدنيا و آهاتي
و فيها سؤله مثلي فما وجدا
وجدت الشعر عنوانا لمأساتي
و في دربي مشيت فلم أجد أحدا
،،،،،،
و غيري يرتضي الدنيا و ما فيها
و لا كدا يرى أبدا و لا نكدا
و عيشا ما قضيت بدارها رغدا
و عونا لم أجد فيها و لا سندا
أنا الثاني أراه و من حماقاتي
فليس المبتدى كالمنتهى أبدا
بداياتي فلم أبصر و لا حتى
نهاياتي و بي ما قد جرى اطّردا
كأني زهرة الدنيا التي ذبلت
و لي الأيام لم تترك شذا و ندى
متاهاتي أقول لها يدا هاتي
و ضد الكل ما بعضي معي اتحدا
،،،،،،
أرى دوامة الدنيا و أسمعها
و في ديني فكل العالم احتشدا
أجاري في انفصام النفس أنّاتي
و لا أحصي لها عدا و لا عددا
على التهميش والإقصاء و البلوى
فكم هذا الزمان المعتدي اعتمدا
و لا يهوى مداواتي و كالآتي
فما زرع الذي أهوى و لا حصدا
أقول له و قد ناحت حمائمه
فما عاش الذي للعاشق اضطهدا
،،،،،،
و في ذاتي يرى مولاي مولاتي
و مثلي الشعر من نيرانه اتقدا
و ما احتملت حماقاتي و نوباتي
و قد قام الزمان لها و ما قعدا
حياتي قصة حبكت على مضض
ففي سرد الوقائع كلها اجتهدا
حكاياتي ستبقى في محاكاتي
له حتى و إن للمنطق افتقدا
يقينا لم يجد فيها و في شك
فلم تترك له دينا و معتقدا
،،،،،،
و قال الشعر للدنيا كفى عبثا
و لا ملدا بها يلقى و لا غيدا
معاداتي لسمو النفس لا تجدي
و ما يضني كثيرا النفس فيَّ غدا
أضاهي ترهاتي في سخافتها
و أشعل بالخرافات الذي خمدا
و ذاك الحب جزء من عذاباتي
و ما فسد الهوى يوما و لا كسدا
و هذا الشعر جزء من حماقاتي
و ما اقترب الهوى مني و ما ابتعدا
،،،،،،،
يحابي الشعر من يهوى مضاربه
و لا مدا به ألقى و لا مددا
و شعري لا يعادي من غوى أبدا
و يجعله قصيدي من هوى أسدا
و أجترح المعاني من معاناتي
و يرمي الشعر حرا في يدي زبدا
و قلبي من تراه اليوم يسعده
و حزنا عاش قبلي و انتهى كمدا
أضاعت عمره الدنيا الغرور سدى
و شيئا ما قلا فيها و ما انتقدا
،،،،،،،
صراعاتي مع الأوهام أجريها
و من مثلي لماذا رشده فقدا
لقد طافت و من حولي خيالات
و بان الواقع المزريُّ بي و بدا
و أبدى الدهر إغراء له و مضى
أضل القلب إغواء الهوى و هدى
و ما بين الحقيقة و السراب كم
أراني سائرا و التيه بي انفردا
أراني لاهثا من خلفه و كفى
و أقرئه سلاما أو أمد يدا
،،،،،،
بقلم الشاعر حامد الشاعر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق