إلى خذلاني الأخير ،
أخط هذه الكلمات بعد سنوات من تقويم الخيبة بتوقيتِ السذاجة. لا سلام استهلُ به كلماتي ، ولا لقاء انتظر في نهاية خطابي ، ولا اما بعد سيتبعها الكثير من الكلام.
هذا ما يقطرُ من مدادِ إحدى هزائمي الكثيرة. وهذا بالضبط ما بقيَّ لديَّ لذوي القلوب القاسية التي اعمَتها الأنانية وقذى المصالح الآنية ، فهناك أسماء لا ترتبط ألا بالخيبات الكبرى ومشاعر الغثيان. انا لا أندمُ حقاً على صدقي ولا على إخلاصي لأصحاب القلوب المصطنعة المغلفة بالابتسامات البلاستيكية الباهتة التي تجعلني اتقيأُ سذاجتي لأمتلك معدة قوية لا تغثو عند تذكر معاركي الشرسة التي خضتها من أجل من كانوا أول أسباب احزاني التي نهضت منها بغبار القوة. مضى وقت كبير على سقوط الأقنعة ورحلتُ مخلفة ورائي ساكني كهف النسيان الذين ضربت الأنانية على آذانهم سنين عددا. ولكني لا زلت أتذكرهم واتذكرُ كلَّ مررتُ به بسببهم عندما اقابلُ أناساً حقيقين.
كم كان الأمر سيئا عند اختلاق الغياب ولكني الآن اشكرُ الله عليه بكرةً وعشيا. الآن ظهرتْ ملامحي جلية وسعيدة بعد أن اختفتْ تجاعيدُ الذكريات فقد أخفيتها جميعاً بمنتهى الإبداع .
واخيراً بعد التأخير عن أي رجوع يسعدني أن اقول أنني لم أخسر بل خُسِرتْ بعد أن أدركت انه كان عليَّ أن اكونَ دائماً في الجوار فإذا نظرتُ خلفي لم أجد إلا العدم . وفي نهاية هذا الطريق الوعر أود القول بأنني في قمة السعادة لأني تركت كل شيء خلفي واودعته في غرفة ( الكراكيب) القديمة ولم اعطها حتى شرف الحصول على نار حقيرة من عود ثقاب رخيص فليس من عادتي النظر إلى الوراء.
المرسلة : انا التي دخلتْ أعتاب عالمها الجديد بلا ذكريات بائسة ولا مخلفات من الخذلان والخيبات.
#بقلمي
#إيمان_مرشد_حماد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق