في ليلة العاشر من المحرم والامام الحسين عليه السلام مطوق بالجيش الاموي من كل الجوانب في كربلاء قال لبعص اصحابه ان هذا الليل قد غشيكم والقوم لايريدون غيري فان ضفروا بي شغلوا عمن سواي فاتخذوه جملا فليأخد كل منكم بيد احد من اهل بيتي وانجو بانفسكم فرفضوا جميعا رفضا قاطعا رضي الله عنهم فباتوا تلك الليلة بين راكع وساجد الی الصباح وفي هذه الحالة الفريدة اليكم هذه الابيات المتواضعة...
ونامَ الليلِ في حضنِ السهاری
ونامَ الليلُ في حضنِ السهارى
وهم في حبِّ سيّدَهم سُكارى
يناجي بعضُهم بعضاً بهمسٍ
وهم في شوق سيدهِم حيارى
تساقوا الحُبَّ من قلبٍ لقلبٍ
وداروا في جوانبهِ ودارا
وهاموا فيهِ لايرجون شأنا
وليسَ سواهُ عندَهمُ مدارا
وقدْ تركوا البنينَ وكلَّ مالٍ
وعافوا الاهلَ طرَّاً والديارا
وقدْ جدّوا المسيرَ الى المعالي
وساروا حيثُما أنوى وسارا
وقد عَزموا على أن لايعودوا
الى الاوطانِ ليلاً او نهارا
بهم شوقٌ الى الاخری عظيمٌ
وَدون المجدِ لمْ يبنوا جدارا
لهم شرفٌ وعزٌ وانتماءٌ
لهم في كلِّ ملحمةٍ فخارا
بشوقٍ للمنايا قد أتوْها
فجاءًتْهُم وما فرّوا فرارا
وسالَ السَّيلُ من دمِهم غزيراً
على التربانِ منهمراً تَجارى
فيا ويلَ الذينَ عتوْ وجاروا
وخانوا اللهَ وانتهكوا الجوارا
عليهم دارتْ السوءی ولكنْ
رأوا ذلَّ انكسارَهُم انتصارا
فقُلْ للمقتدينَ بهم خسَأتُم
ورثْتم جرْمهم ذلاً وعارا
فباءُوا بالعذابِ كما أرادوا
وأنتم مثلهُم نلتُم خَسارا
لي
عباس كاطع حسون/ العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق