الخميس، 1 أغسطس 2024

قصيدة تحت عنوان{{لاتَخَف}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{حسام الدين صبري}}


لاتَخَف
»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»» 
 لاَ تَخَفْ مِنَ الأيَام  
مَهمَا الأيَامُ بِنَا فَعَلَت
لَم تَنل منَ الأحلام 
الحُبُّ كَنارٍ اشتَعَلت 
       لاَ تَخَفْ
فَجِراحُنا بِالحُبِّ خَالِدَةٌ
وجِرَاحُ الأيَامِ قَدْ مَرَّت
     يَاعَزِيزَ القَلبِ
 أنتَ لِلقَلب قُوَّتُهُ وأنتَ
   الأزهَارُ التِي نُثرت
لاَ تَخَفْ مَادُمتُ أنَا حَيًُّ 
 إيَاكَ أنْ أرىَ عَينَيكَ 
    بِالأحزَانِ ثَقُلت
لا أُرِيدُكَ  مُنطَفِئًا أبدًا
فَأنتَ كَالقَمرِ والشَمسِ 
أنوَارُكَ في الدنيا سَبحت
    أتَخَافُ وأنتَ
 فِي شُرياني الحَياةُ
     أتَخَافُ وأنتَ
 نَارٌ فِي جَوارِحِي ثَورَةُ 
     قَدْ  اشتعلَت؟
     أتَخَافُ وأنتَ
 ربِيعٌ بَعدَ عُمرٍ منَ الخَريفُ
 فِيهِ أورَاقِي قَد ذَبُلت
 يَاعَزِيزالروحُ صَبرًا لاَ تَخَفْ
 مَهمَا الرِيح؟ بِنَا عَصفَت
     فَمَاجَفَ المَطرُ 
ولاَ الأشوَاق عَنَّي ارتَحَلت
  كُنْ قَوِياً لاَتَخفْ
 سُفُن الفِراقِ امتلأت وعَبرت
     وسُفُنُ الغرامِ 
ضَلت طريقَ الرحيل وفي
       أنهَارِنا غَرِقت
  نَحنُ مَرضَى بِالهَوىَ 
مَاسَكَنتْ جِراحُنا ولاَشُفِيت
سَنبقَى عِلَةٌ لاَيُداوِيهَا أحَدٌ
    ولا الأيامُ بِهَا زَفَرت
 لِمَ  تَخَافُ وتَحزَنُ  وأنتَ
   فرحةُ بِقَلبي زُرِعت
دَعَكَ مِنَ الخَوفِ وتَعَالى
اشرب منْ كُؤوسِ عِشقٍ
        قَد امتَلأت
أسَمِعتَ يوما أنَّ  كَأسُ
في يَدِ السَاقي قَد فَرِغت
القَلبُ نَهرُ حُبٍّ لَكَ والصَدرُ 
     منَازلُ لَكَ وَسِعت
والعَين  تَراكَ جَمِيلُهَا الخَالِدَ 
 وحَنَايا القَلبِ بِكَ هَتفتْ
      لِمَ تَخَافُ وتَحزَنُ
الأحزانُ قَدْ سَرقتْ وأضاعت
    منْ أيدينا كُلَّ شَىءٍ
 حِينَ عَاشتْ واستَمَدتْ
لاَ تَخَافُ بِاللهِ عَلَيكَ ولاَ تَترُك  
  مُدُني التي احتُلت
مَاذَا  أقُولُ لِهَذا  الفَيضُ
   منَ الحَنينِ في دمي
ومَاذا أقُولُ لِعَيني إن سَألَتْ؟
   ومَاذا أقُولُ لِدَفَاتِرِي 
إذا الأشعَارُ  مِنهَا  هَرِبَت؟
    ومَاذا أقُولُ لِأضلُعِي
   إنْ كَفَرت  فيها الأماني
      بعدكَ  وانتَحرت؟
     ومَاذا أقُولُ لِنَبضَةٍ 
      تَجري بِصَدري
 وفِي صَدرك أنتَ استقرت
 ومَاذا أقُولُ لِشَواطِئ دَمِي
 وهِي مَوسِمكَ صَيفًا وشِتَاءً
 ولِقَدَمِكَ أنتَ قَدْ افتُرِشتْ؟
 ومَاذا أقُولُ للأزهَارِ إنْ غَابَ 
  مَطرُكَ وبين يَدي جَفَّتْ؟
   ومَاذا أقُولُ لِخُطوتي 
إنْ تَاهت مِنِّي أو ضَلَّت؟
وكَيفَ أواجِهُ أشجارَ وحَدائقَ
    عَلَى يَديكَ قَدْ نبتت
وكَيفَ تُشرِقُ الشمس إنْ شَمسُكَ
           يَوما غَربت
     وكَيفَ أواجِهُ الليلِ
 وكُلُ همسَاتِ  الليلِ لِعَينَيك
          أنتَ خضعَت
لاَ تَرحَل فَكُلُ شَيءٍ  سَيَمُوت 
          إن رَحلت
وكُلَ طيورِ الأرضِ لَنْ تَعُودُ
          إذ هَجَرتْ 
 ومَواسِمُ الفَاكِهةُ لَنْ  تَعُودُ
و أغَانى العَصَافيرُ سَتنتَهِى
          وكَأنَهَا قُتِلت
وكُلُ ماتَبقَى سَيكُونُ حُطَامًا
فَكُلُّ المعَاني بعدكَ وكَأنَها دُفِنت
             ابقَ مَعِي
فَكُلُّ عَواصِم الحُبِّ عَواصِمي
وكُلُّ مَزَارِعِ  الزَيتُونِ  مَزَارِعي
  وأنَا القَصِيدَة التي بَقِيتْ
       لاَ تَخَفْ مِنَ الأيامِ  
       مَهما الأيامُ بِنَا فَعَلَتْ
«««««««««««««««««««««««
حسام الدين صبري /

أخر ماتبقى من الشعر 

ليست هناك تعليقات: