الخميس، 8 أغسطس 2024

نص نثري تحت عنوان{{أنا لازلت بخير}} بقلم الكاتبة الليبية القديرة الأستاذة{{ثريا خيري القهواجي}}


 (أنا لازلت بخير....)

( بقلمي . د. ثريا خيري  القهواجي .زليتن. ليبيا)
....
إستقبل الخبر بهدوء ..
وبالعمق ألف صرخة ألم..
أبتسم وهز الرأس بترحاب..
وثقلا سكن الضلوع..
أخذ أغراضه وبدأ السير ..
لأول مرة لم يعد يعرف معالم الطريق ..
المهمة انتهت قناع اللامبالاة ..
الشوارع أمام زجاج النافذة معتمة..ضبابية 
زحام أحيانآ وأخرى شبه فارغه إلا من خطوات العابرون  .
جلس منهكا فوق اول طاولة صادفها..
بدأ ينصت لصوت الذكريات ويتساءل ماالحل. 
أتقن المهمة أو أبدأ أعيد ترتيب الأوراق.؟!.
طعنة أخرى ويقضى علي.. 
هكذا تمتم بأعماقه 
ابتلع آخر قطرة من الفنجان 
كأنه يطمئن أنفاسه بأنها آخر طعنة يستقبلها بهدوء .
حسره خرجت بالأنفاس مع بخار سيجارته
من أخبره عن حالي سأل نفسه ؟..
 لايوجد من ينصت ..
حتى أمواج البحر صارت ثقيلة بهموم عابريها 
ثائرة غاضبة هادئة تتقاذف رذاذها فوق الصخور كأنها دموع أخبارهم. 
لازال جالسا يتأمل فنجان القهوة .
طائر ما فجأة هبط بقرب مقعده 
تأمله بحزن كيف قفز والتقط حبة خبز صغيرة 
كأنه يقول له ياليتني املك  اجنحتك ..
لكنه صغير الحجم في وسط سماء لاحدود لها تتقلب بفصولها الأربعة..
كيف لهذا الحجم مقاومتها ؟!
يلتقط فتات الخبز وصوته يغرد كنغمة جميلة 
ثم حلق عاليا.. تابعه بنظراته كأنه قالها بصمت
لما لاتبقى رفيقي ..
تنفس ببطء وقرأ العنوان جيدا 
مهما كنت صغيرا بعثرات الحياة قادرا على تقبل صعابها 
فتات الخبز شيء من حظها ..
والتحليق شعاع أمل بتعلق بها ..
تلك هي حياتنا ببساطه ..
صدمة وطعنة بسمة ولقاء وفراق ..
أطفأ السيجارة وقام يخطو مجددا بدروبه
أخبر نفسه .. 
أنا لازلت بخير ....
ومضى ...
               ( أزف إليك الخبر )
(لقلمي الأديبة الليبية ثريا خيري القهواجي )

ليست هناك تعليقات: