الاثنين، 19 أغسطس 2024

قصيدة تحت عنوان{{أتيتك عاشقا}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{محمد الدبلي الفاطمي}}


أتيتك عاشقا
ألا عودي إلى أهلي وجودي
فإنّ الوردَ أزهرَ في الخُـــدود
تعاليْ كيْ نُغرّد كلّ صبحٍ
فإنّ الشّـــعر بوصــلةُ الوجود
فأنت مسرّتي ومُنى ابْتهاجي
وأنت الحبُّ في وطـن الجدود
سأرقبُ وعْدكِ الميمونَ حتّى
تبوحي بالمــــودّة في الرُّدود
فَأفْرَحُ بالتّي اخترقتْ فؤادي
بسحْر العطـرِ من وسط الورود

ألا يا أحْرُفَ الإبْداعِ صولي
فجُـبنٌ في الهـوى أنْ لا تقولي
سألتك حينما كنّا التقينا
على نظمٍ ترسّخَ في العُقـولِ
فكان جوابُها لُغةً تُحاكي
نسيماً في العــطور من الحقول
أباحتْ بالهوى سرّاً وجهراً
وأعلنتِ البَليغَ منَ الميــول
إليك نظمتُ شعري بانشراحٍ
تقدّمَ راكباً أبْــهى الخــيولِ

ألا يا أَحْرُفَ المَبْنى دعيني
أسيرُ مع البـــيانِ إلى الحـنين
فحُبُّ الضّاد علّمني التّأنّي 
ولَقّنني التّمسّك بالمُــــبين
ألفتهُ في التّــفكّرِ فاجْتباني
بِنَقْشِهِ للدّلالةِ في جــبيني
وبينَ النّاسِ ميّزني بِصوتٍ
تيسّر  بالعطاء من المعـــين
فجاءَ الكَسْبُ مُبتهجاً بسحرٍ
تناثرَ كاللآلئ مِنْ يمــــــــيني

أتيتكِ عاشقاً فصل الشّتاء
أغرّدُ في الصّباح وفـي المسـاء
رسمتك في مُخيّلتي ملاكاً
كأنّكِ في الهــوى أرْقى النّــساء
تُنادين الحبيبَ بكلّ شوقٍ
وهَمْسُكِ قـــد تزّيــنَ بالرّجاءِ
فما أدري أهذا فيك طبعٌ
أم الإنشاءُ أبـــدعَ في الأداءِ
وإنّي منْ هواك جنيتُ حبّاً
تعـــطّرَ بالرّفيــعِ من الحـياءِ

أيا صنّاجةَ الأُدباءِ ثوري
فثورتك اخْـتراقٌ للعـــصور
تريدين التّخلّصَ من هوانٍ
ومن قيمٍ تــئنُّ من القــصـور
ورفضك للتّسلّط قولُ حقٍّ
لأنّ الحبَّ يولدُ في الشُّعـــورِ
فما حبُّ الحبيب يكونُ قسراً
ولا الأشواقُ تزهرُ بالــــنّفـور
ومن عاش الحياة بلا حبيبٍ
أضاعَ العُمْرَ في كنفِ القــشـور

محمد الدبلي الفاطمي 

ليست هناك تعليقات: