الجمعة، 30 أغسطس 2024

قصيدة تحت عنوان{{عِشْ للجَمَالِ}} بقلم الشاعرة التونسية القديرة الأستاذة{{رفا الأشعل}}


عِشْ للجَمَالِ  ..

فؤادي سموتَ على كربٍ 
وقد هاجمتك جيوش الدّجى

فخانَ حسودٌ وذو ريبةٍ
وخان لئيمٌ وخانَ القضا

وخان الْذي جاءني معدَمًا
يجرّ خُطَاهُ أسير البلا

فكنت الصّديق وكنت المواسي
وكنتُ الكريمَ وحامي الحِمَى

وكنت أراه أصيلا .. جميلا 
إلى أن أزاحَ قناعَ الحيا

فلاحَ بوجهٍ قبيحٍ مخيفٍ
وقلب مريض .. علاهُ الصّدَا

وروح بسجن لها موصدٍ 
وحسد تمادى وظلم طغى

وما همّني أن يردّ الجميلَ
خلقتُ كريمًا أحبّ  العطا

وأحنو على من أراهُ كسيراً 
لكلّ ضعيفٍ أكون الفدا

ومهما يخونوا ومهما ظُلِمتُ
سأبقى رحيمًا .. بقلبٍ صفا

وكم كان للحقّ إشعاعهُ
وخاتلهُ ظلمهم فانطفا

وقلّ الأصيلُ بقلبٍ سليمٍ
وقدْ قلّ  في النّاسِ حبّ الوفا

ألا يعلمون الحياة تدورُ 
وكلّ سيسقى بما قد سقى

ومهما الزّمان عليَّ تجنّى 
أضيء كشهبٍ بليل الدّجى

أفيض كنهرٍ فأسقي الحقولَ
ونبتًا به قد أضرّ الصّدى

وهذي الحياةُ بدتْ مثلَ لغزٍ
ودرب عليه نحثّ الخُطَا

وما العمر إلاّ ،ومهما يطولّ،
كحلمٍ كوهمٍ .. ويأتي الفنا

فعش للجمال هنا وهناك 
بروح تسامت وقلبٍ صفا 

تراه بصفصافِ وادٍ نضيرٍ
وحقلٍ كساه الرّبيعُ بها

وفي الياسمينِ وزهر  الرّوابي
تكلّله قطرات النّدى

وفي خطراتِ نسيمٍ عليلٍ 
يداعب خدّ زهور الرُبَا

خريرُ المياه .. وهمس الغصونِ 
وعطر الزّهور وعذب الرّؤى

وعزف الرّعاة .. وشدو الطّيورِ
وسجعُ الحمامِ ورجعُ الصّدى

شعاعٌ يرشّ الغدير بتبرٍ
لشَمسٍ أضاءت برأْد الضّحى

مروج ضياءٍ وسحر مساءٍ
ونورٌ تراقَصَ فوقَ المدى

ولُذْ بالبيانِ وسحر المعاني
إذا ما الزّمان عليك قَسَا

وكيف تعتّمُ سُحبٌ سمائي 
وَوَحْيُ الحروفِ بأفقي  سنَا

حروف القصيد همتْ ديَمًا
أزاحتْ بقلبي غبارَ الأسى

رفا الأشعل
تونس (29/08/2024 )
(على المتقارب )

رأْد الضّحى: وقتُ ارتفع الشّمس في الضحى 

ليست هناك تعليقات: