في حلمٍ بعيد
أنتهت الحرب
الأمهات هناك تجلسُ بمحاذاة الباب
أيادي الأباء تتعرقُ قلقاً
في كل خطوةٍ يبتعدُ المنزل أكثر
لقد عدنا إلى أحضان أمهاتنا
على الجدران صورٌ للذين غادروا دون تلويح
للذين ضاعوا في فوضى الحرب
أطفال الحي يركضون حُفاة
بين البيوت المدمرة بسبب القصف
يركضون بجوار الجدران المليئة بثقوب الرصاص
تعود الأمهات للجلوس على عتبة الابواب
بعد أن تتمعن النظر جيداً في أعيننا
تجتاحها الخيبة حين ترى النقص فينا
النقص الذي ولدته الحرب
الذي نحمله للأبد
كما نحمل أشياء كثيرة
مثل الأيام التي مرّت في السجون
بعد محاولة الهروب من الوطن
والكوابيس حين مرّت أسابيع بالنوم في الحقول والبيوت المهجورة
والخوف من البنادق
من الأبتعاد عن ساحات المعارك
عن رؤوس الأعداء
وفجر الذنوب
وجنازات تسيل بسهولة الماء
في حلمٍ بعد
سنعود لنتخبط في ذواتنا القديمة
في خطوات طفولية قد تركنا أثرها على الأرصفة وخطوات صبيانية تحت نوافذ المدارس ، أنتظاراً لأبتسامة عابرة من إحدى الفتيات
وفي كل الأحلام ستكونين أنتِ هناك
كلما أغتربت الشمس سأتذكر أنفاسكِ حين تنقطع
وحين تضيء المصابيح سأتذكر قلبكِ
وعندما يأتي الشتاء وأرتجفُ برداً سأشعر كم كنتِ دافئة في داخلي
وحين أشرد في الأفق
وأتذكر تلويح كفيكِ...
يزيد..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق