الْحَقُّ يَعْلُو.
أطْلِقْ عَنَانَ الصَّوْتِ صَرْخَةَ حَالِمٍ
واسْلُكْ طَرِيْقَ الْمَجْدِ بَيْنَ الْأنْجُمِ
وَلْتُسْقِهِمْ كَأْسَ الْحَيَاةِ مَضَاضَةً
مَا حَازَ مَكْتُوْفُ الذِّرَاعِ بِمَغْنَمِ
لا تَرْجُ مِنْ حُكْمِ الظَّلِيْمِ سَمَاحَةً
فالْغَدْرُ مِنْ شِيَمِ اللئِيْمِ الْغَاشِمِ
يابُوْسُ أرْجَعْ فَالْمَدٍيْنَةُ تَشْتَكِي
أسْقَى حِجَارَةَ سَوْرِهَا سَيْلُ الدَّمِ
وَكَإنَّهَا نِيْرَانُ حِقْدٍ أُسْعِرَتْ
بِتَرَاكُمٍ في نَابِ أُمِّ الْقَشْعَمِ
ذَاكَ الْغَشِيْمُ بِفِعْلِهِ مُتَدَاعِيًا
مُتَهَجِّمًا مِنْ فِعْلِهِ لَمْ يَسْلَمِ
بِحَلَاوَةِ الْأيَّامِ رَفَّ جَنَاحُنَا
حَتّى أتَتْ رِيْحُ الْخِصَامِ بِمَثْلَمِ
فَتَعَثَّرَ الْبُغْضُ اللئِيْمِ مُهَدِّدًا
عَيْشُ الْكَرِيْمِ وَبِالصِّرَاعِ الْمُضْرَمِ
فَحَسِبْتُ عُمْرِي قَدْ مَضَى في حَتْفِهِ
أصْبَحْتُ مَجْدُوْهًا بِآهِ تَألُّمِي
فَرَجَوْتُ رَبِّي كَيْ أنَالَ شِهَادَةً
لَمَّا رَأتْ عَيْنِي الْخَبِيْثَ مُزَاحِمِي
قَلَّبْتُ مِنْ صُوَرِ الْحَيَاةِ بِخَاطِرِيْ
صُوَرًا بِهَا شَكْلُ الْمَمَاتِ بِمَأتَمِي
أنْشَدْتُ قَوْلًا كَيْ أُقَارِعَ رَعْشَتِي
ألْبَسْتُ مِنْ ثَوْبِ الْرِجَالِ مَكَارِمِي
لِأذُوْدَ عَنْ حَقٍ بِوَجْهِ الْمُعْتَدِي
فَقَصَدْتُ مَسْرًا لِلْرَسُوْلِ الْهَاشِمِي
وَتَزَاحَمَتْ أحْدَاثُ عَصْرٍ جَاهِلٍ
وَمَرَارَةُ الْأيَّامِ تَقْطُرُ بِالْفَمِ
فَالذُّلُّ كَمْ أشْقَى مَعَالِمَ أمَّةٍ
يَرْمِي الرِّجَالَ بِقَعْرِ لَيْلٍ مُعْتِمِ
مَا نَامَ جِفْنٌ والْبِلَادُ بِنَكْبَةٍ
والظُّلْمُ بَادٍ في صِرَاعِ الْمُسْلِمِ
دَارَ الرَّحَا وَبِسَاحِ قُدْسٍ قَدْ عَلَا
اللهُ أ كْبَرُ دَكَّ أ ذْنَ الْأصْلَمِ
لِتَرَى رِجَالًا في الْوَقِيْعَةِ والْوَغَى
كَالْأُسْدِ جَالُوا في زَئِيْرِ الشَّدْقَمِ
مَا هَمَّهُمْ بَطْشُ الْجُنُوْدِ وَإنَّمَا
لَهُمُ الْجِهَادُ بِأمْرِ فِعْلٍ مُبْرَمِ
حَتّى اعْتَلَتْ صَيْحَاتُ نَصْرٍ مُحْكَمٍ
خَرَّ الْعَدُوُ بِجَيْشِهِ الْمُتَوَهِّمِ
وإذَا فُلُوْلُ الْعَهْرِ دَانُوُا فِعَالَنَا
مُتَحَشْرِجًا صَوْتٌ أتَى بِتَلَعْثُمِ
هَذا اللئِيْمُ بِفِعْلِهِ مُتَطَاوِلًا
مُتَجَهِّمًا في قَوْلِهِ بِمُتَمْتِمِ
مَا امْطَرَتْ هَذِي السَّمَاءُ بِخَيْرِهَا
لَوْ طَالَ جُرْمٌ تَحْتَ حُكْمِ الظَّالِمِ
سَأقُوْلُ سِرًّا لِزَّمَانِ وأهْلِهِ
مَا دَامَ ظُلْمٌ تحت عَرْشِ الْمُنْعِمِ
هَذَا جَنَاحُ النَّصْرِ زَارَ رُبُوْعَنَا
يا غَزَّةَ الْأبْطَالِ نَصْرًا فَاسْلَمِي
اشْعَلْتِ انْوَارَ السَّمَاءِ بِفَرْحَةٍ
والْنَصْرُ فَوْقَ جَبِيْنِنَا فَلْتَعْلَمِي
إنَّ الْجِهَادَ مُبَارَكٌ بِرِجَالِهِ
والطِّفْلُ فِيْنَا مِثْلَ شِبْلِ الضَّيْغَمِ
يا غَرَّةَ الْأحْرَارِ جِئْتُ مُهَنِّئًا
وَبِنَصْرَةِ الْأشْبَالِ مَجْدًا فَانْعَمِي
حسين حمود
فلسطين القدس تجمعنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق