الاثنين، 23 سبتمبر 2024

نص نثري تحت عنوان{{ أيُّ نزفٍ سيقفُ أولاً}} بقلم الكاتبة الفلسطينة القديرة الأستاذة{{إيمان_مرشد_حماد}}


 أيُّ نزفٍ سيقفُ أولاً؟!

في العامِ المنصرم عندما راقصتْ بواكيرُ المطر خاصرة نافذتي وتسلّلتْ رائحةُ التراب الرطب إلى ذاكرة انفي، هرعتُ لأفتحَها على مصراعيها لأعبَ الهواء عميقاً حيث رئتي المكتئبة من رطوبة الصيف وزفرات لهيبه. صنعتُ لنفسي كوباً من القهوة واستمعتُ بنهم لمارسيل خليفة وهو يشدو بقصيدة درويش ( أحن إلى خبز أمي  وقهوة أمي ) . سافرت بعيدا وتذكرت رائحة  خبز أمي الناعس ومأكولاتها الساخنة ووجه ابي وهو ينفخ على حبات الكستناء التي يخطفها من فوق المدفأة ويناولنا إياها بالدور من الأمبر حتى الأصغر.
  أما البارحة عندما  نزل المطر انتابني حزنٌ طغى على أي فرح حاولَ ان يتسلل إلى قلبي . تَعمَقتْ دوامةُ اكتئابي الذي رافقني منذ مجزرة المستشفى المعمداني ضد أبرياء غزة. تصورتُ أهل غزة والأمطار تقطرُ فوق ( شوادر )  الخيام  وتتسللُ إلى امكنة الرُّضَع والنساء الثكالى.  مرَّ أمامي شريطُ البرد يعصفُ بخيام السوريين وعضاتُ البرد ترسم خرائط الوجع على أنوفُ الأطفال في مخيمات اللجوء . هل لنا الحق أن نفتح نوافذنا  على فرح المطر؟ هل لنا الحق أن نحتسي فنجانَ قهوةٍ والعجزُ ينخرنا عظمة عظمة ؟ هل يحقُ لنا ان نمشي على إيقاع فيروزي الرنين وسيمفونيات الخذلان تحفرُ عميقاً في أرواح الغَزّين إلى الحد الذي ينادون به الله من السماء الراعفة ان يوقف نعماء طال انتظارها؟ هل من حقنا أن نفتح المظلات لنركض خلف المطر والموتُ يقف هناك في غزه فاغراً فاهُ و العيون شاخصة نحو السماء تتضرع إلى  الله في سماويته ان يوقف نزف الغيوم أولا ثم نتضرع إليه ليوقف نزف الدم ؟؟؟ 
#بقلمي 
#إيمان_مرشد_حماد

ليست هناك تعليقات: