بكيتُ على الحُروف
أنا الحَسُّونُ شَقْشَقَتي ابْتِهالُ
يُزَوّدُها بِعَقْوَتِهِ الخَيالُ
أُسَبّحُ في الحُقولِ بِحَمْدِ ربّي
وفي الآفاقِ يَنْتَشِرُ الجمالُ
أنا الحَسُّونُ بالألْوانٍ غَنّى
لِساني فاسْتَقامَ لهُ المَنالُ
وغَرّدَ خاطِري بالنّظْمِ عِشْقاً
على الأغْصانِ يَحْفَظُهُ الجلالُ
ولي في المُفْرَداتِ بَنات فِكْرٍ
بها الإبْدَاعُ أنْجَبَهُ الهِلالُ
بكَيْتُ على الحُروفِ وما يُشاعُ
وعنْ أوْهامِنا سَقَطَ القِناعُ
طَمَرْنا في تَخَلُّفِنا تُراثاً
منَ الآدابِ فانْتَفَضَ الرّعاعُ
وصار الوَيْلُ مُشْتَمِلاً علينا
فهامتْ خَلْفَ ظُلْمَتِهِ الطّباعُ
نُصَنٍّعُ منْ ثقافَتِنا هُراءً
وهَلْوَسَةً يُغَلِّفُها الخِداعُ
وهذا عَمَّقَ الظّلْماءَ فينا
فأصْبَحَ حالنا سِلَعاً تُباعُ
محمد الدبلي الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق