--- ☆☆ لا تحسبنّ أنّ الفراق هيّن ---☆☆
كنت أظن أن فراق الحياة
أهون بكثير من الرحيل
إلى عالم الموت ,
لأنّ ببساطة من فارقونا إلى الآخرة
لم
و لن يعودوا أبدا,
و لكن المؤلم أكثر
هم من تعودنا على وجودهم بجانبنا
في كل الأوقات بلقاء همساتهم
و بسماع قهقهات ضحكاتهم
و حسّهم الروحي الخفيف
الذي يداعب أنفاسنا
و أرواحنا
فخاب ظني كثيرا
عندما
رأيت فلذة كبدي شقيقي
الصغير يربط على أمتعته
فرحا مسرورا ليغادرنا
و يسافر إلى بلاد أخرى
كلنا نعرف أنه سيذهب
و يوما ما سيعود
و سأرى إبتسامة ثغره مجددا
و سأحتضنه بين مقلتيًّا
و يشفى غليل فؤادي
من البعد
و لكن كنت بين الحين و الآخر ألتقط أنفاسي
بصعوبة قبل رحيله بأيام
دون أن أترك لأي أحد أن ينتبه لما أشعر
و مع هذا كنت قوية جدا حتى أني لم أتعرّف على نفسي
حينذاك فيا ترى من أنا ؟
هل أنا تلك الطفلة المدللة صارت حتما بهذه القوة
و هذه الصلابة
إن كل تفكيري دائما في شقيقي
الذي ينقش حبه دائما في فؤادي
فهو صغير قلبي
لكنّه سلّالُُ آه هههه
تسلّلَ
و عبر إلى نبض وجداني منذ صغره
كأنه إبني
و ليس بشقيقي
أحبه حبّا جما حتى إني لا أعرف كيف
سأتحمّل غيابه فهو صغير العائلة
و من يبعث الحسّ
الطفولي
و العبث
و المشاكسة معي في المنزل..
حقا كنت أتساءل دائما لماذا يختار الفراق
أجمل شخص
و أروعه
و يأخذه منّا
و يسرق منّا
أفضل من فينا بذكرياتهم الدافئة المحبّة
ليتركنا تائهين بين أسطر
الحياة
لا نعرف كيف نرتب حروفها لنكوِّن
جملة مفيدة نقولها عند عودته...؟
و لكني إقتبستُ
الإجابة مؤخرا في بيتين
من الشعر النثري :
أجمل شيء في فراق الحياة أنّ الأمل دائما موجود
و العودة إلى نقطة البداية دائما منتظرة...
و الغربة تختار ببراعة ...تختار من هو الأفضل
و الأقوى
و الذي يقدر أن يكون الأنبل لها ...
الكاتبة.إيمان بوغانمي/تونس 🇹🇳
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق