الاثنين، 21 أكتوبر 2024

نص نثري تحت عنوان{{لا تحسبنّ أنّ الفراق هيّن}} بقلم الكاتبة التونسية القديرة الأستاذة{{إيمان بوغانمي}}


 --- ☆☆ لا تحسبنّ أنّ الفراق هيّن ---☆☆


كنت أظن أن فراق الحياة 
أهون بكثير من الرحيل
إلى عالم الموت ,
لأنّ ببساطة من فارقونا إلى الآخرة
لم 
و لن يعودوا أبدا,
و لكن المؤلم أكثر
هم من تعودنا على وجودهم بجانبنا
في كل الأوقات بلقاء همساتهم
و بسماع قهقهات ضحكاتهم
و حسّهم الروحي الخفيف
الذي يداعب أنفاسنا
و أرواحنا 
فخاب ظني كثيرا 
عندما 
رأيت فلذة كبدي شقيقي
الصغير يربط على أمتعته
فرحا مسرورا ليغادرنا 
و يسافر إلى بلاد أخرى
كلنا نعرف أنه سيذهب 
و يوما ما سيعود 
و سأرى إبتسامة ثغره مجددا 
و سأحتضنه بين مقلتيًّا 
و يشفى غليل فؤادي 
من البعد
و لكن كنت بين الحين و الآخر ألتقط أنفاسي
بصعوبة قبل رحيله بأيام
دون أن أترك لأي أحد أن ينتبه لما أشعر
و مع هذا كنت قوية جدا حتى أني لم أتعرّف على نفسي
حينذاك فيا ترى من أنا ؟

هل أنا تلك الطفلة المدللة صارت حتما بهذه القوة
و هذه الصلابة
إن كل تفكيري دائما في شقيقي
الذي ينقش حبه دائما في فؤادي 
فهو صغير قلبي
لكنّه سلّالُُ آه هههه
تسلّلَ
و عبر إلى نبض وجداني منذ صغره 
كأنه إبني 
و ليس بشقيقي
أحبه حبّا جما حتى إني لا أعرف كيف
سأتحمّل غيابه فهو صغير العائلة
و من يبعث الحسّ
الطفولي 
و العبث
و المشاكسة معي في المنزل..

حقا كنت أتساءل دائما لماذا يختار الفراق 
أجمل شخص 
و أروعه 
و يأخذه منّا 
و يسرق منّا 
أفضل من فينا بذكرياتهم الدافئة المحبّة
 ليتركنا تائهين بين أسطر 
الحياة 
لا نعرف كيف نرتب حروفها لنكوِّن
جملة مفيدة نقولها عند عودته...؟

و لكني إقتبستُ
الإجابة مؤخرا في بيتين
من الشعر النثري :

أجمل شيء في فراق الحياة أنّ الأمل دائما موجود
و العودة إلى نقطة البداية دائما منتظرة...
و الغربة تختار ببراعة ...تختار من هو الأفضل
و الأقوى 
و الذي يقدر أن يكون الأنبل لها ...

الكاتبة.إيمان بوغانمي/تونس 🇹🇳

ليست هناك تعليقات: