- ضوضاءُ المدنِ -
إنّكَ تكتبُ من دمائكَ قصيدةً
وتغفو بعدها مترنّحاً
وفي ضوضاءِ المدنِ
يعلو صياحُكَ
وترى طفلاً يشدو لحناً
وآخرَ صارَ أشلاءً
وتغيبُ غيمةٌ وينامُ قمرٌ
وعندَ أوّلِ الشمسِ
يأتي صباحُكَ
ساعِدِكَ الجريحِ حملَ قضيةً
وابتهالاتٍ وشعاراتٍ وأغنياتٍ
وظلَّ السيفُ مرفوعاً
حتى النفسِ الآخيرِ
أنتَ الشهيدُ الذي نزفَ جناحُكَ
قمْ ورتّلْ آياتَ النصرِ مستبشراً
بأنّكَ تركتَ للغدِ رجالاً
تُمسكُ الزنادَ بقوةٍ
وأسراباً من الطيورِ
تُغردُ لحنَ الخلودِ
وأُمهاتٌ يُنشدنَ كلَّ صباحٍ
أُغنيةً عبيرها الياسمينُ
لوجهكَ الضاحكِ
نمْ قريرَ العينِ واهنأ
لا يزالُ للعمرِ بقيةً
وماتزالُ الأرضُ تُنشدُ
لحناً جنائزيّاً
لطفلٍ جائعٍ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق