- وجه الغياب -
سأغربُ في وجهِ الغيابِ
حتى ينفصل التمنّي عنّي
سياطُ الوقتِ تجلدُني
والمسافةُ تطوي المسافةَ
تطوي المتاهةَ في ضبابٍ
وأنا وحدي في رحابِ الفراغِ
أدورُ في دوّامةِ الذكرى
منْ دونِ عنوانٍ أو طريق
حيثُ لا شيءَ يذكُرني
سوى صدى الموتِ الذي لا يعود
وغربةُ الأحلامِ في عيني
والألمُ الذي يُمزّقني
في زوايا اللّيلِ أبحثُ عنّي
وفي دمعٍ ضاعَ بينَ السطورِ
أكتشفُ نفسي متأخّراً
وأرسمُ على جدرانِ الصمتِ صوراً
منْ لحظاتٍ غابت
وعيونٍ تهيمُ في الظلامِ
أسيرُ ولكن أينَ الطريقُ؟
وأنا السائرُ في هذا الخرابِ
سأغربُ حتى ينطفيءَ الضوءُ
وتذوبُ الأيامُ في الهواءِ
ثمَ أظلُّ كما كنتُ
أبحثُ نفسي في سراب
حتى ينسيني الزمانُ
وتبقى وحدها الذكرياتُ
مُعلّقةً في فضاءٍ بعيد
سأظلُّ أغربُ في وجهِ الغيابِ
بلا وِجهةٍ وما بقيَ لي سوى
صمتُ اللّيلِ وأنينُ الأيامِ
أحملُ داخلي كلَّ الحكايا
وأتركُ خلفي عبقَ الذكرى
حتى يُصبحَ الغيابُ جزءاً منّي
ويُصبحُ التمنّي أطيافاً
تذوبُ في الأفقِ
لن أعود..
لكنْ سأسيرُ بثقةٍ في العدمِ
لعلّي أجدُ في نهايةِ الطريقِ
أطيافاً منْ روحٍ مضتْ
تبتسمُ لي فتُدركُ أنني
كنتُ دائماً أسعى
لإيجادِ السلامَ في نفسي
بينَ صمتِ الغياب.
صفوح صادق -فلسطين
٢٠-١٢-٢٠٢٤.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق