الاثنين، 16 ديسمبر 2024

نص نثري تحت عنوان{{صدى الخطواتِ الأخيرة}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة{{دنيا محمد}}


صدى الخطواتِ الأخيرة---------
على حافةِ المسير، 
حيثُ تتلاشى الطرق 
وتلتقي الأقدارُ كخيوطٍ متشابكة،
 سمعتُ صدى خطواتي الأخيرة
 يترددُ في الفراغ.
  كأنَه صرخةٌ تختبئ بين الضلوع.
 لم تكن مجرد ايقاعات،
  كانت اعترافًا خفيًا
 بأن المسافة قاربت على الانتهاء.
كان الطريق خلفي شريطًا ممزقًا
 من مشاهد متداخلة
 أفراحٌ باردة،
 خيباتٌ مسنونة كنصل خفي،
 ووجوهٌ عبرت كظلالٍ
 لم تترك وراءها سوى الرماد.
 كنت أسير،  على أعصابٍ متآكلة، 
وكأن المسير لم يكن نحو نهاية، 
بل هروبًا من بدايات 
لم تُكتب لها الحياة.
صداها كان يصفع 
جدران الروح الهشة،
 يذكرها أن الوقت عدو لا يهادن، 
وأن الحكايات التي نؤجل نهاياتها لا تفنى،
 بل تلاحقنا كأشباحٍ
 تعرف دروبنا جيدًا.
توقف الزمن عند اللحظة
 التي التقيت فيها بصمتي.
 رأيتُ ظلي يسبقني، 
يطارد خطاي كما لو كان
 يحاول إعادتي إلى الوراء، 
 انها ليست مجرد وقع أقدام، 
بل هي صلاة الراحلين، 
واعتراف المسافرين
 بأن كل الرحلات
 تنتهي عند حدود الفناء. 
كانت السماء فوقي شاحبة، 
كسقف كاتدرائية متهالكة،
 والقمر يتدلى كعينٍ أرهقها السهر،
 يراقب مسيرة العابرين .
لم يكن هناك شيء سوى صدىً
 يعود إليَّ مشوهًا، 
كأنه يسألني: ماذا تركت خلفك؟
 ماذا حملت معك؟ 
أدركتُ حينها  أن الخطوات الأخيرة 
ليست وعدًا بالبقاء،
 بل وداعًا بصوتٍ 
لا يسمعه سوى من غادر.
وبأن المسافة انتهت، 
وأن الخطوات وصلت
 إلى هامشها الأخير...

دنيا محمد(فلسطين) 

ليست هناك تعليقات: