تراب لا يموت---------
أنا التراب.
لست أرضًا تُداس،
ولا غبارًا تذروه الرياح
أنا البداية والنهاية،
حامل السر الأول،
وذاكرة الأكوان.
أنا الصمت الذي يبتلع الضجيج،
والخلود الذي يبتسم في وجه الفناء.
قالوا: التراب يزول.
لم يفهموا أنني لست مجرد حفنة،
بل أنا انا
بي دفنوا أحلامهم،
وبي ولدت شمس جديدة.
أنا الذي يحتضن الموت دون أن يموت،
كل جرح خطّوه على جسدي،
كل نار أشعلوها فوق صدري،
صارت نبتة تنحني لتروي قصتي.
أنا لست طينًا رخيصًا يُداس،
بل سماءٌ مقلوبة،
تعانقها الأرواح حين تتعب من العلو.
أنا الحقيقة التي لا تُنسى.
حين تنهار المدن،
وحين يخفت وهج الكواكب، سأبقى.
لأنني لست شاهداً على الزمن ، أنا الذاكرة التي تحتضن كل شيء، وتدفنه حيًا في قلبها.
ترابنا لا يموت،
لأنه لا ينسى.
يحمل في ذاكرته صمودنا وانكساراتنا،
انبعاثنا من رماد الهزائم،
وأملنا الذي يظل يتجدد كالشمس التي لا تغيب. إنه التراب الذي يعلمنا أن الخلود ليس في البقاء،
بل أحيا لأتألم، وأتألم لأبقى.
دنيا محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق