و يعاودني الحنين مرّة أخرى إلى تلك الجنان ، إلى بساتين الزيتون و الخوخ و أشجار الكرز الباسقة و الرمان و حشيشة تورت و فلايو و عطر النعناع و نكهة الليمون و السواقي الجارية الرقراقة و عين الصفية و عين السرّاق و البيوت المتينة الجدران و قرميدها الأحمر البرّاق بناها ذلك الجد الشامخ بنيانه عبر الأزمان من صلب الحجارة بسواعد لا تعرف الفتور في سيرورة حياتها إلى الأبد .
و عندما يعشق الإنسان المكان يحنّ إليه المكان و تألفه المروج و الوديان و تنتظر إطلالته المنعرجات لتهديه على يمينها و على يسارها أجمل الصور و المناظر الساحرة الخلابة متلاحقات كأمواج البحر الهادئة لتزفه تاكسانة أرقى التحيات حينها تناديه ورتان مرحا أيها الغالي الشان قتلني الشوق إليك منذ رحيلك عني ذات أمسية أغني باكية حزينة و قد كسرت خاطري و قلبي الأشجان . فقلت ورتان ما نسيتك عبر الأحقاب و الأزمان و تبقى ورتان أجمل سمفونية و أنقى مكان و أعذب موسيقى للبرية و الأنام تشدو للكون و تستقبل الضيف بأرق الألحان .
بقلمي
لأستاذ عبد الحكيم فارح
الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق