قصة قصيرة
الكابوس
اغرورقت عيناها بالدموع عندما سألتها:
-كم تبلغين من العمر ياصغيرتي ..لا إنتظري قليلا ..أنا أقدر عمرك اثنا عشر أو ثلاثة عشر كأبعد تقدير أليس كذلك ياصغيرتي؟
صمتت ولم تجب ،حقيقة لم أعلم ماالسبب.
كانت كلما رأتني أتنزه بصحبة اولادي في الهواء الطلق أو في المتنزهات العامة تنظر إلينا بسعادة ومن ثم تجري إلينا.
وببراءة الأطفال أجدها بين اولادي وكن بعض بناتي في عمرها.
استمرت الطفلة الوديعة باللحاق بنا والانظمام إلينا في كل مرة ترانا بها.لقد كانت جميلة من ذاك الجمال الهادىء.
استمر لقائنا بها في كل مكان نذهب إليه حتى أحببتها وتعلقت بها كثيرا كما وأنها واحدة من بناتي.
عرفت أن اسمها نسرين.
أطلب من ابني النزول عن الارجوحة ليسمح لها باللعب،تسألني عن أسماء أولادي فأجيبها بمرح عن أسمائهم وتصرفاتهم وأطباعهم فتشعر بالسعادة وانشراح الصدر .
إعتقدت في البداية بأنها طفلة يتيمة، لكني تأكدت بأنها لم تكن يتيمة بل هي من أسرة ثرية.
نشأت بينها وبين بناتي صداقة متينة بفضل تقارب الأعمار.
بعد ذلك كانت كلما رأتني أمر قاصدا
عملي أو إلى التسوق تنظر إلي..
تبتسم ابتسامة جميلة لكنها كانت مزيج مابين البراءة والبؤس والشقاء المبكر.
وهذا الشيء الغريب بالنسبة لعمرها كطفلة بعمر الزهور.
كانت ثيابها الجميلة تناقض مايرتسم على وجهها من الحزن وتقاسيم البؤس.
حتى كان ذلك اليوم الذي كنت فيه عائدا من عملي و رأيتها مختبئة خلف شجرة في ذلك المكان الذي أصبح محبب إلينها جميعا.
كانت تنتظرني وهي ترتجف فزعة،وعندما رأتني جرت إلي واحتضنتني محاولة إختراق صدري والنفاذ إلى أعماقي للإختباء.
احتضنتها محاولا تهدئتها ،لكن في تلك اللحظة داهمنا رجل ضخم الجثة ،قاسي النظرات وخلفه ثلاثة من رجال الشرطة القساة أيضا.
وقال بغضب:
-هذا هو؟
تم إقتيادي مكبلا بالاصفاد إلى مركز الشرطة ووجهت إلي تهمة خيانة ذلك الرجل مع زوجته.
تفاجأت بل صدمت من تلك التهمة القذرة والتي ستلطخ سمعتي، فأنا لاأعرف زوجته..بل ولاأعرفه هو أيضا. لكن إنتابني الفضول لرؤية تلك المرأة لعله إلتباس في الأمر.
فطلبت رؤيتها كي أستطيع التحدث بما يريدون.
عندما حضرت أمامي يقودها
رجل الشرطة صعقت
للوهلة الأولى، لقد كانت الطفلة ذاتها؛
نسرين.
تيسير المغاصبه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق