السبت، 14 ديسمبر 2024

نص نثري تحت عنوان{{الهوية المطموسة}} بقلم الكاتب الأردني القدير الأستاذ{{كرم الدين يحيى إرشيدات}}


الهوية المطموسة
د.كرم الدين يحيى إرشيدات 
طمست هوية الانسان 
في ظل الظلم القابع فوق سماء بلد 
له حدود وتضاريس 
بلد به كل ما تتمنى إلا 
هوية الانسان 
مفقودة 
ضائعة ولا يجرؤا احد 
عن البحث عنها
استبدل الاسم برقم 
والرقم يتغير 
كلما بدل مكان السجين
منذ ثلاثة ايام 
قال لي اخ وصديق سوري 
عبارة 
حرمتني النوم لثلاثة ايام 
مع بكاء مرير
قال لي 
عندما كنا نخرج في شوارع الشام 
ولو لبضع دقائق 
كنا نشعر بتعب رهيب
تعب يجعلنا تكون بحاجة 
للتمدد او النوم 
وذلك التعب كان يسد أنفسنا 
عن الطعام
قال لي 
ذاك التعب 
كل اهل سوريا كان يشعر به 
قلت له لربما قد تكون
 رسالة من السماء
قال نعم 
هي رسالة من السماء
 لم تكن نسمعها او لم نلحظها
الرسالة كان تحمل انين شعب 
واناس تحت اناس
لم تكن ندري بأنه كانت 
سوريا ثانية تحت سوريا الاولى
سوريا تإن بوجع ابنائها 
المعتقلين
تتعذب لعذاب ساكنيها
شباب في ريعان الشباب 
تلقوا أبشع انواع التعذيب
شباب ونساء وأطفال وشيوخ
لم يسلموا من زبانية ذاك البغيض 
نعم هي ارادة الله اولا
وارادة الشعوب ثانيا
 بأن تقطع ايدي الظلم والظالمين
قد تكون تأخرت 
او انها جاءت بوقتها
ولكن 
هل كانت هي حرفية النظام 
التي طمست كل الدلائل
 على جرائمهم 
ام هي سياسة قهر الشعب 
كانت انجع سياسة 
تعذيب بالكهرباء 
والضرب والجلد 
وكسر كبرياء الرجال 
طحن وتذويب وتقطيع 
وووووووو
وأضيف من عندي والعلم عند الله 
بأن معتقلي سوريا 
أجبروا على تعاطي 
المخدرات بشتى انواعها 
مما أدى لفقدان الذاكرة
 عند بعضهم 
النضام الذي يمتلك
 اكبر شبكة لتصنيع المخدرات 
لا استبعد بأنه اعطى معتقلي
 سوريا عنوة
جرعات وكبيرة
 تفوق قدرة وتحمل متعاطيها
لا ادري كيف اصوغ الكلمات 
ولكني بكيت 
نعم ابكاني كل مقطع فيديوا 
رأيته
التنكيل والتعذيب اوجع قلوبنا
فكيف لمن قبع في السجون
 لسنوات وسنوات 
اقول بأن المظلوم
 قد يشعر مع اول لطمة على وجهه 
ولكن بعدها لن يعود يشعر بشيء
التتار والمغول والصليبيين 
وحتى الصهاينة 
فذاك البغيض سبقهم 
واحتل أولى المراتب 
في وسائل قهر الشعب وكبريائه
وللحديث بقية
د.كرم الدين يحيى إرشيدات 

الاردن 

ليست هناك تعليقات: