الخميس، 12 ديسمبر 2024

قصيدة تحت عنوان{{إيهٍ دِمشقُ}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{جاسم الطائي}}


إيهٍ دِمشقُ 
بانَتْ رِكابٌ على مَرأى فما صَمَدا
وضَاعَ عَقلُ مُحِبٍّ في الهوى وَجِدا
قد كانَ أخلَصَ مَن يَهوى إذا وَصَلَتْ
وإنْ جَفَت غادَرَ الأحلامَ والرَغَدَا
ولا يزال على النجوى وليس له
غير القوافي فلا عدّاً ولا عددا 
فهل سيُسمِعُ إلّا الآهَ يطلقُها 
نبضا لقلبٍ ولحناً خالداً أبدا
ذي دَارُ خِلٍّ إذا لاحَت خَواطِرُها
يَزينُها البَوحُ في الأزهارِ متّقِدا
فالياسمين على مرأى بصائرنا
أحضانه النورُ أفقاً ساحراً ومدى
أنعِمْ بهِ بَلَداً طابَ المَقامُ به
على الزمانِ وما أبْقَى وما نَشَدا
يَمضِي السَّحابُ بِلُطفِ اللهِ ما رغِبَتْ
فيصبحُ الغيثُ مَأمورا به سَددا
وتشرِقُ الشَّمسُ من عليائِها فَرَحاً
وللفراشاتِ ما حَطَّت ترى مَدَدا
إيهٍ دِمَشقُ أتاها عاشقاً ولِهاً
قد راودَتْهُ كؤوسُ الراحِ مِن بَرَدَى
عذب فراتٌ إذا ما الكأسُ مُترعةٌ
قل للفراتِ أدِرْ كاساً لمن وَرَدا
هذي الشآمُ وفيها كل مفخرةٍ
ولي بها حُلُمٌ يا بئس من حَسدا
فليس يُعدَمُ من هامَ الفؤادُ بها
ولا يُفارقُ شدوَ الطَّيرِ ما غَرِدا
ويكتسي الروضُ كالياقوتِ مِن زَهَرٍ
ويُفصِحُ الفجرُ عن حلمٍ يمدُّ يدا
-----------

٠جاسم الطائي 

ليست هناك تعليقات: