المُروءة
هي قيمة إنسانية من مكارم الأخلاق
و هي من الصفات النبيلة التي تمثل سمة من سمات الإنسان الكامل، وقد حظيت باهتمام كبير في الأدب العربي والفكر الإسلامي. والمروءة تُعبّر عن مجموعة من الأخلاق الحميدة والسلوكيات التي تميز الشخص المتزن . وتكمن في تعامل الإنسان مع الآخرين، في سلوكه، في تصرفاته، وفي طريقة تعامله مع المجتمعات أي أنها تجسيد لمعاني الرجولة في أبهى صورها
والمروءة ليست مجرد صفة أو سلوك مؤقت، بل هي منظومة قيمة لها شأنها ،تظل شاهدة على جوهر الانسان وأخلاقه. في زمن تزداد فيه التحديات الاجتماعية والأخلاقية،.
والمروءة هي مزيج من الشجاعة، والكرم، والصدق، والعدل،الود والرحمة. وكلها سلوكيات تُظهر الرفعة والنبل في الفرد، وتبرهن علي أنه يمتلك شيم الكرام وعندما نتحدث عن المروءة، فإننا نتحدث عن القوة النفسية التي تدفع الشخص إلى ممارسة الفضائل بشكل دائم
فالمروءة جزءًا أساسيًا من ثقافة العرب قبل الإسلام، حيث كان الرجل الذي يتحلى بالمروءة يلقى احترامًا واسعًا بين قومه. لم تكن المروءة تقتصر فقط على الشجاعة أو الجود بالمال، بل شملت أيضًا العديد من القيم مثل النخوة، إغاثة الملهوف،
الصدق،الاحترام،الوفاء
وحسن المعاملة مع الغيروالإحسان إلى الآخرين،
وقد أكّد الإسلام على المروءة كقيمة أساسية تُميز المؤمن عن غيره. في الحديث النبوي،
ورد عن رسول الله صلى الله {ﷺ}قوله:
"إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق". وهذا يدل على أن المروءة تعدّ من أبرز مكارم الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها المسلم في حياته
ولأن العدل، الصدق، والرحمة من أبرز القيم التي يدعو إليها الإسلام، فإن الإنسان الذي يتبع هذه القيم يصبح نموذجًا للمروءة التي يسعى إليها الجميع.
ولقد تناول الشعراء والأدباء العرب حديثهم
عن المروءة في العديد من قصائدهم وأعمالهم الأدبية. كان الشاعر العربي يتغنى بالمروءة في أسمى صورها، ويعتبرها قيمة أساسية حتى في قصص البطولة، كان البطل العربي يظهر بمروءة شديدة تجاه الأعداء والأصدقاء على حد سواء.
وكان الشعراء يصفون الأبطال الذين لا يظلمون أحدًا ويقدمون العون للمحتاجين، وهو ما يعتبره الأدب العربي من أسمى أشكال المروءة. وكانت هذه القصص تمثل المثل الأعلى للمجتمع العربي قديمًا
وفي عالمنا المعاصر، تتعرض المروءة للكثير من التحديات بسبب تطور التكنولوجيا والعلاقات الاجتماعية المعقدة.في ظل انتشار الميديا، ومع ذلك، لا تزال المروءة تحتفظ بأهميتها في بناء المجتمعات الإنسانية المتماسكة. من فمن خلالها يمكن للإنسان أن يبني علاقات مستقرة مع الآخرين ويسهم في خلق بيئة اجتماعية صحية قائمة على الاحترام المتبادل.
و تفعيل قيمة المروءة في حياة الفرد يعزز من بناء مجتمع متعاون، يسوده التسامح والتفاهم.
وتظل المروءة هي الطريق الأمثل لبناء مجتمع قوي ومتعاون،
سِمَته المحبة والاحترام
فالشخص الذي يُساهم في نشر ثقافة الاحترام والمساعدة بين الأفراد. يرتقي بنفسه ويرقي به مجتمعه.ويسوده الأمن والسلام.
ا.ناهد شريف
مصر المحروسة
دمياط
15/12/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق