اَلْعُرُوبَة
أَنَا اِبْنُ اَلْعُرُوبَةِ جِئْتُ
أَخْبَرَ اَلدُّنْيَا إِنَّنِي مِصْرِيٌّ
جِئْتُ سَأَرُجُّ ظَهْرَهَا
وَلَمْ أَكُنْ ضَمِيرًا غَائِبًا عَرَبِي
أَوْ لَا مَحَلَّ مِنْ اَلْإِعْرَابِ لَهَا
مَا دُمْتُ أَجُوبُ عَصْرِيٍّ
قَاهِرٍ اَلْأَوْجَاعِ بِقَافِيَتَيْ
مَهْمَا كُنْتُ مُثْقَل بِالْمِحَنِ
أَنَا مِصْرِيٌّ وَلِيُّ إِخْوَةٍ مِنْ
بَغْدَادَ إِلَى صَنْعَاءَ بِالْيَمَنِ
سَنَرْفَعُ لَهَا رَايَةُ اَلْمَجْدِ وَلَا
نَهَابُ مَوْتٌ وَلَا لَفَّةَ اَلْكَفَنِ
أَنَا سَفِيرُ اَلْكِنَانَةِ جِئْتُ أَخْبَرَ
اَلدُّنْيَا أَنَّ اَلْعُرُوبَةَ كُلَّهَا وَطَنِيٌّ
وَطَنُ اَلْكَرْمَةِ وَالْعِزَّةِ رَأْسَهَا
اَلْمَرْفُوعَةَ بِالْأَقْطَارِ وَالْمُدُنِ
أَنَا اِبْنُ رِيفِ اَلْكِنَانَةِ اَلَّذِي أَنْجَبَ
اَلْعُظَمَاءُ وَالشُّعَرَاءِ قَبَلِيٌّ
وَإِنْ خَيَّرُونِي فِي بِلَادِ اَللَّهِ
سَأَقُولُ لِلْعَالَمِ أَنَا مِصْرِيٌّ
مِصْرَ اَلَّتِي مِنْ طِينِهَا شَكْلَ
اَلْجِلْدِ مِعْطَفْ عَلَى بَدَنِيٍّ
فِي نَيْلِهَا أَبْحَرَتْ سُفُنِي
سِكِّيرَةً فِي غَفْلَةٍ مِنْ اَلزَّمَنِ
جِئْتُ مِنْ أَرْضِهَا إِلَيْكُمْ
أَشْدُو اَلْعُرُوبَةُ وَفِيهَا مُفْتَتَن
قَوَّلُوا لِلْعَالَمِ أَجْمَعَ هَلْ عِنْدَكُمْ
جَبَلُ شَرَفِهِ نَبِيَّ كَطَوْرِهَا اَلْأَبَدِيِّ
مِصْرِ اَلْكِنَانَةِ هِيَ اَلدُّنْيَا وَعَلَى
أَرْضِهَا اَلسَّمْرَاءِ قَبْرِي وَقَبْل
أَنْ تُوَافِينِي اَلْمَنِيَّة سَأُوصِي
قَدِيم رَايَاتِهَا كَفَنِّيِّ
كُلِّ أَهْلِ اَلْأَرْضِ مَا عَرَفُوا
مِصْرُ وَلَا وَجْهُهَا اَلْحَسَنْ
تَفْنَى اَلْبِلَادُ وَيَرْفَعُ قَدْرُهَا
وَكُلُّ زَائِرِ لَهُ خَلٌّ مَعَ سَكَنٍ
فَهَلْ مِنْ زَائِرٍ لَها يَبْلُغُنِي أَنَّهُ
لَمْ يَجِدْ فِيهَا رَاحَةُ اَلْبَدَنِ؟
بِقَلَمِي/ سَيِّدْ أَبُو زَيْدْ
مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق