كَوتْني
حبيبكَ مَنْ يلينُ إذا انْزعَجْتا
ويصْفحُ بالسّخاءِ متى أســـأْتا
يشاركُكَ السّرائِرَ والأماني
ويُسْرِعُ في الجـــوابِ إذا سَألتا
فتَشْعرُ أنّ عِشْرتَهُ ابتهاجٌ
وأنّكَ في الغَرامِ قـــــدِ انْتَـــصرْتا
وإنْ أنتََ ابْتُليتَ وجَدْتَ روحاً
تمدُّ لكََ الدّواءَ متــــى طَـــــــلبْتا
ومنْ لمْ تكثرتْ بكَ لا تُبالي
أكُنْتَ من الحُضورِ أمِ انْـصَـرَفْتا
أتتْني حُمْرَةُ الشّفَتَيْنِ طَوْعا
وقالتْ:إنّها للعِشْقِ تَسْـــــعى
قبلتُ مَحَبَّةَ الخنساءِ صِدْقاً
وكان شُروقُها كالشّمسِ طبْـــعا
تجاوبتِ المشاعرُ فانْشرحْنا
كأنّ العشقَ في الأحشاء مَــرْعى
تعمّدتِ التّخفّي خلفَ وجْهٍ
تلحّفَ بالهُدى فازدادَ وقْــــــعا
وحينَ طلبتُ منها ما دهاني
وجدتُ جوابَها قدْ صارَ لسْـــعا
شرحْتُ لها المظاهرَ والخفايا
وسقْتُ لها السّليمَ من النّــوايا
حَكيتُ لها الغرائبَ منْ حياتي
ومن شعْري صنعتُ لها الهدايا
ولم أعلمْ بأنّ زَفيرَ شعري
سيُرمى في الحضيض مع الزّوايا
وجدتُ صدودَها خَدشَ اشْتياقي
وأظهرَ لي الدّفينَ من الخبايا
فعدتُ إلى فؤادي مُسْـــــتجيراً
وغادرتُ التّـــــوهّمَ في هوايا
كوَتني حُمْرَةُ الشّفتيْنِ كيّا
وفي أشْــواقِها كذبتْ علـــــيّا
تصنّعتِ المــــــحبّةَ كيْ أراها
بصدقِ الحُــــبّ قد قدِمَتْ إليّـا
وقد نسيتْ بأنّ الحُـــبّ صدقٌ
وليسَ كما رأتْ وهْــــماً وغيّا
ستذكرني إذا مرّ الزّمـــــــانُ
على أنّي عَشقتُ الحـــبّ حيّا
فتأسفُ عن سلوكٍ كان حَرْقاً
بنارهِ قدْ كوى الأحشـــاءَ كيّا
أحبّ الصّابراتِ من النّـــــساءِ
فهنّ القادراتُ على العــطاءِ
وهنّ الأمّـــــــهاتُ بكلّ عصرٍ
يلدْنَ لنا المـــزيدَ من الـذّكاءِ
وأكرهُ في النّساء المومساتِ
لأنّ الفسقَ يوصفُ بالبــــغاءِ
يمارسْـــــنَ الدّعارةَ بازْدراءٍ
وداءُ الجنسِ يصْعبُ في الدّواء
وهذا أخطرُ الأمراض فتـــــكاً
وأعسرُها امْتثالاً للشّــــــــفاءِ
محمد الدبلي الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق