سلك شائك وطفل
يمسك بيد صغيرة حلمًا مكسورًا
أصابعه الناعمة تخيط الجراح بين أشواك الحديد
عيناه نافذتان من صمت الحجر وبكاء التراب
كأنهما مرايا تعكس زيف العالم
خطواته خجلى على أرض مثقلة بوجع الذكريات
السلك يهمس له بلغة الجروح
كل شوكة تروي حكاية جدار لا ينهار
كل انحناءة سلك هي قيد يطوق الفراشات
بين حلقاته يتسرب الدمع كأنه نهر من وجع
الطفل يشبه غصن زيتون اقتلعته العواصف
وجهه كلوحة باهتة الألوان
رسمتها رياح الخوف وأمطار الحنين
يحدق في الأفق كمن يحاول ترجمة الصمت
السلك الشائك ليس سوى قيد من ظلام
والطفل ليس سوى شمعة
تذوب في عتمة الظلم لتضيء ما تبقى من إنسانية
كأنهما نقيضان في حضن السماء
صرخة بلا صوت وأمل بلا جناحين
دنيا محمد(فلسطين)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق