الأحد، 23 فبراير 2025

قصة قصيرة تحت عنوان{{رسالته إليها}} بقلم الكاتب القاصّ المصري القدير الأستاذ{{نصر سيد بدر طلحه}}


 قصه قصيره 

                 رسالته إليها....
   قضي فتره طويله من عمره بمفرده يعيش وحيدا... قابلها صدفه..كانت جارته في الحى الذى نشأ فيه وهو صغير..قبل أن ينتقل إلى مكان آخر...اعادا تعرفهما وذكريات طفولتهما التى كانت جميله..كانت تعيش ظروفاً مقاربة لظروفه مما سهل احساس كل منهما بالآخر... لم تمض فتره طويله الا وشعر بحبها يغزو قلبه ويمتلكه ويسيطر عليه..كان صوتها حين يتحدثا في الهاتف هو الشيئ الوحيد القادر على إخراجه من كل همومه ..صوتا يمكنك أن تسمعه ولكن يتعذر عليك وصفه ..صوت مريح وهادئ إلى أقصى درجه.. أحياناً كانت تتكاثر عليه الهموم فيجلس وحيداً في ظلام منزله أوقاتاً طويله.. وحين تحادثه هاتفيا تتغير احواله مائه وثمانين درجه..فيقوم بعدها فى قمة النشاط والبهجه ويتناول طعامه ويرتب اموره المعيشية وهو فى قمة البهجه...
    عاشا معا قصة حب جميله...اختصرا وتجاوزا كل الصعاب..تزوجا وانتهت أيام معاناته ووحدته.. عوضه الله بهذه الزهره الجميله التي رآها وهى تترعرع على غصنها حين كانا صغاراً...مرت أيامهما بسهوله ويسر.
     قام من نومه مبكراً مثلما اعتاد..وكانت نائمه بجواره باعثة للبهجه وصانعة السرور..جلس بجوارها وهى نائمه لم يشأ أن يوقظها..اخذ يتطلع إلى ملامحها..وشعرها الاصفر المنسدل على جبهتها.. ينظر إليها ويحمد الله على نعمته التى اختصه بها بعد أن كانت حلما صعب تحقيقه..تذكر ما فعلته معه بحنانها حين مدت اليه يدها وانقذته من الغرق في دوامة همومه واعادته إلى الحياه.. وكان هو من النوع الذي لو نام قدرا ضئيلاً يكتفى به ويستيقظ بعدها بنشاط فيجلس بجوارها ناظرا إليها وهي نائمة في هدؤها الملائكى الجميل وحين تتقلب في فراشها وتجده بجوارها مستيقظا ينظر إليها بحب وشغف وهيام شديد وكأن دائرة دنياه واحلامه قد اكتملت ولا ينقصها شيء..فكانت تبتسم مبتهجه وهى تسأله..الا تمل من النظر إليها ؟؟ فكان يرد عليها.. أنا لو استطعت أن اطبع صورتك على عيونى لفعلت حتى لا أرى أى شيء سواك فى الدنيا..فكانت تحتضنه وهى ترتعش فى حضنه كعصفور صغير بلله المطر ..
   وكان قد كتب لها رساله على ورق لونه ازرق لازوردى كان يحب الكتابة عليه...كتب لها فيها...
    صباح الخير تؤام روحي.. فما دمت معى فكل الصباحات خير.. أنت النعمه التي اختصنى بها الله دونا عن الناس.. وأنت روحي الموجوده خارج جسدى.. وأنت قلبي وبنت قلبي ونبض قلبى .. أنت شمس الأمل التى بددت ظلام ايامى وبعثت فيها الدفء بعد الصقيع الذي كنت احيا فيه.. أنت عطر الحياه الذى بدد عطن الايام التي كانت لا حياة فيها قبلك .. أنت التى ايقظتى قلبي من سباته الطويل وبعثت فيه الحياه وادخلته حدائق ذات بهجه.. أنا أرفض الانتماء إلا لك انت.. فأنت عزوتى وعزى ووطنى الذي لا أعرف سواه..
   فتحت عيوني بك ومعك على دنيا لم أكن أعرف أنها موجوده..ولم أتخيل وجودها ابدأ.. أريد أن ارتوى من نبع حبك شربة تغسل روحي واعوض بها ظمأ السنوات الماضيات..انا حبيبك..وزوجك..ووليدك الذى فتح عيونه على الدنيا فلم يجدها إلا معك وبجوارك..وذاق شهد الحياه من حنانك..ومن شفتيك.. اتمنى معك أن يتوقف الزمن ولا يتجاوزنا..لنعوض مافاتنا..
    الى اللقاء..حين عودتى اليك..مشتاقا اليك كالعاده..
  ثم مال عليها وقبل جبينها وقبل طرف ثوبها وهى نائمة كالملائكه...وترك الرساله بجوارها..وانسحب بهدوء تام خارجاً من الغرفه.. تاركاً قلبه وامله وكل حياته داخل الغرفه..وانصرف.
.........................
بقلم/نصر سيد بدر طلحه.. القاهره
@إشارة

ليست هناك تعليقات: