الخميس، 20 فبراير 2025

نص نثري تحت عنوان{{أقنعة مزيفة}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة{{دنيا محمد}}


"أقنعة مزيفة"

في عالمٍ يغرقُ في صمتهِ،
تستيقظُ الأقنعةُ على نغمةِ السراب،
وجوهٌ تزيّنُها الوعودُ، لكنها لا تَمسُّ الحقيقة.

كلُّ قناعٍ يدّعي الحقيقة،
فيما الحقيقةُ تتسلّلُ عبرَ شُقوقِهِ،
لكنهم لا يَعلمونَ
أنَّ الحقيقةَ لا تَسكُنُ الجُلود،
ولا تبتسمُ في وجوهٍ مُحنَّطةٍ
تتمايلُ معَ الرياحِ التي لا تعرفُ
إلى أينَ ستذهب.

هذه الأقنعةُ
ما هي إلا نداءاتٌ تائهة،
ومن يبحثُ عن ذاتهِ في ظلِّها
يغرقُ في حيرةٍ لا تنتهي.

كأنما كلُّ قناعٍ
يحاولُ رسمَ خارطةٍ
لا تؤدّي إلى مكان،
يَدفَعُه وَعيُه إلى خَلقِ صُوَرٍ مِثاليَّة،
لكنَّ الصُّورةَ تَتَشَقَّقُ
مع كلِّ مِرآةٍ جديدة،
وتنهارُ مع كلِّ نَسَمةٍ كاذبة.

هلِ الأقنعةُ تحملُ
أرواحًا فارغة؟
هلِ السِّرُّ يكمنُ في أنَّ الأقنعةَ
لا تَنتمي للوجود؟
هيَ فقط مَسرَحٌ لِتَمثيلِ خَيالٍ
لا يعيشُ في الواقع،
ويَبقى الجُمهورُ مَشدوهًا يُصفِّقُ
حتى يَكتشفَ أنَّ الوعودَ
التي أُعطِيَت لهُ
كانت مجردَ خُيوطٍ
تُنسَجُ بلا دراية.

لذا، تُصبِحُ الأقنعةُ
تجسيدًا للخوفِ منَ المجهول،
والهروبِ منَ الحقيقة.
فهل تكونُ الشجاعةُ
في مُواجهةِ هذا الوجهِ المُتعَرِّق؟
أم في تَمزِيقِ القِناعِ
لإظهارِ ما تَحتَهُ؟

بقلم دنيا محمد 

ليست هناك تعليقات: