( ابتسامة في وجه العاصفة)
يا صاحِ قد جئتُ والبسماتُ في فَمِي
رغمَ الهمومِ ورغمَ الجَورِ والألَمِ
قد ضاقَ بي الدهرُ لم أَجزَعْ لِزلزَلَةٍ
وصبري على الكربِ كالراسي لآ ينهزمُ
أضحكُ والقلبُ من دمعِ الأسى امتلأَ
كأنني فوقَ عرشِ السعدِ في نِعَمِ
وإنْ أتى الفقرُ لا أَشكُو مواجِعَهُ
ولا أُبالي جفاءَ المالِ والظُلَمِ
فالكأسُ في يدي بالحبِّ أملأُهُ
وأرتوي فرحًا رغم قسوةِ العَدَمِ
يا سائلاً عن سروري في محنتي
هذي ابتسامتُنا من صلبِ ألَمِ
إنِ ابتسمتِ فلا خوفٌ يعكرُني
ولا يشغلني سهمِ الحزنِ والندمِ
أَحيا بقلبٍ قويٍّ لا يُكابِدُهُ
ضيقُ الزمانِ ولا همٌّ من الهَمَمِ
فإنْ قسى الدهرُ أو ضاقتْ مذاهبُهُ
صبرتُ مثلَ شموخِ الصخرِ في القِمَمِ
والشايُ عندي وإن قلَّت موائدُهُ
أحلى من العسلِ المصفى على الشَّيَمِ
أمزجُ الكأسَ من صبري ومن أملي
وأشربُ النورَ من إشراقِ مُبتَسَمِ
فما الفقيرُ سوى نفسٍ تُعانِقُها
عزيمةٌ لا تُهادِنُ قسوةَ القَدَمِ
أَسِيرُ والعيشُ مرٌّ لا يُذِلُّني
فالحرُّ لا ينحني إلا لله المنعمِ
يا قارئَ الحرفِ إني رغمَ محنتِهِ
أَروي حكايا الفرحِ من جوفِ مُظلِمِ
تلكَ ابتسامتُنا، تاجٌ لِعزَّتِنا
فليعلمِ الدهرُ أنَّا فوقَ كلِّ ألَمِ.
____________________
بقلمي مصطفى رجب،
مصر، القاهرة
https://al-zohn.blogspot.com/2025/02/blog-post_14.html?m=1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق