(في عتمة الحافلة )
سلسلة قصصية
بقلم:
تيسيرالمغاصبه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
الأرملة السوداء
-٢-
قلت ملاطفا:
-أشكرك آنسة؟
كررت المرأة البدينة عبارتي ساخرة بصوت خافت لكن يسمعه الرجل المقابل لها ..واسمعه أنا:
-آنسة!!
ماذا فعلت بي زجاجة النبيذ المعتق بلون الليل المثير للعواطف،المحفز لكل شيء.
أما المرأة البيضاء البدينة ،فأعتبرت ماتقوم به الفتاة السوداء أنه مجرد إبتذال وتصنع في محاولات يائسة كي تبدو جميلة ،فكانت حين تنظر إليها وحين آخر تنظر إلي باشمئزاز لملاطفتي لها، وهي من ذاك النوع الذي لايستطيع إخفاء ما بداخله من سواد حقيقي ،وقبح ..وسوء ،وعنصرية.
وفي الحقيقة أن تلك المرأة لم تكن تمتاز بأي نسبة من الجمال..حتى بياض بشرتها بدى لي قبيحا ..مقززا. بل وهي أيضا امرأة سليطة اللسان، ظهر ذلك من خلال تذمرها بأستمرار من سوء الخدمة ،وطول الرحلة ؛على حد قولها.
إبتسمت وقالت للرجل تقصدني "بلا حياء أو ذوق" :
-أظنه هو الأخر يعتقد بأنه أبيض البشرة ههههههه؟
إبتسم الرجل مؤيدا ،فهزيت رأسي مشفقا عليهما.
كان الرجل يبادلها نفس النظرات، بل ونفس التذمر، وهو يهز رأسه ساخرا من كل شيء..لعله يعاني من ضعف الرؤية.
لكن ولحسن الحظ وجدت بعض المقاعد الخالية من المسافرين، أخيرا قررا استبدال مقاعدهما بمقاعد أخرى بعيدة ،وهكذا بقيت أنا وهي وحدنا .
فتنفست أنا الصعداء ،وإبتسمت هي كما وأنها معتادة على هذا النوع من البشر ،وقالت بصوت رقيق ،جميل لم أتوقع أن يكون أيضا بهذا الجمال الذي زاد من سحرها:
-هل أنت من سكان العقبة، أم تريد إمضاء إجازة لبضعة أيام أستاذ ؟
إبتسمت ملاطفا وقلت:
-الاحتمال الثاني..هي رحلة أمضي فيها بعض الأيام فقط ..فأنا عشقي الأبدي عمان؟
-ههههه كما هو الحال بالنسبة إلي ؟
-سعدت بمعرفتك آنستي.
-أسعد الله مساك أستاذ، ماهي مهنتك ؟
-ومساؤك آنستي الجميلة..في الوقت الحالي أنا لا أقوم بأي عمل .
-هذا شيء مؤسف أن يبقى المرء بلا عمل خصوصا إن كان في وسامتك ،أن الوقت ثمين جدا ياأستاذ؟
-أحقا أنا كذلك.
-أتشك بذلك ياأستاذ؟
-أرجو منك آنستي عدم وصفي بأستاذ ،فأنا لاأحبذ الألقاب.
-كما تشاء صديقي ،أما أنا فطبيبة ..طبيبة عيون ، أغلب دراستي في أمريكا ،بل واقامتي أيضا، وقد أنجزت تطورا في طب العيون ،ولنقل اختراعا جديدا وقريبا سيتم الإعلان عنه؟
-أنت رائعة ..عموما أن تخصصك يفيد ذلك الرجل ؟
-ههههههه أشكرك ،أما اختراعي فهو يسمى "الشبكية الالكترونية" ،ومن خلالها يستطيع الكفيف الرؤية من خلال ذبذبات ،وبأمكانه أن يسير بحرية والاعتماد على نفسه في كل شيء ،وأن يعيش حياة طبيعية مثل باقي البشر؟
-حقا أنت مدهشة.. لكن لماذا أنت هنا .
-ماذا تقصد ياعزيزي ؟
" وللقصة بقية "
تيسيرالمغاصبه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق