السبت، 15 فبراير 2025

نص نثري تحت عنوان{{عبق_الذاكره}} بقلم الكاتبة التونسية القديرة الأستاذة {{عائشة_ساكري}}


عبق_الذاكره✨️

حتى  ولو تناسيْنا ومضيْنا بعيداً....
بمجرد  إلتفاتة..نرى ماضينا
يدق ذاكرتنا الملتهبة... 
ويفتح أروقةُ بقايا الحزن 
الساكن منذ الأزل ويعتصر ببطءٍ 
ذاك الجزء المحطّم فينا 
 شيئاً فشيئاً ولا نستطيع 
الإنفلاتَ منه، لأننا سنجد أنفسنا  
محاصرين في ظلمةٍ رهيبةٍ 
والتي تكتسح جدران أنفاسها 
حتى لا تتنفس من جديد، 
وهكذا تتكرر المأساة مراراًَ 
وتكراراً دون جدوى 
وتسير بنا قوافلَ الألم 
إلى كل شبر حٌطّمت فيه.

لذا، أترك هذا النصف الذي
أتعبكَ وامضي بعيداً ولا تلتفت.
أمضي وكانك تجابه رصاصةَ 
الموت المحتم، واذكر شيئاً جميلاً
 وٌلعتَ بهِ علّه يكون في مكانٍ ما 
من النصفِ الآخر لفؤادكَ،
أو ربما كانَ يوماً كطيفٍ عابرٍ
تسلّل خلسةً إلى كيانكَ 
دونَ أن تشعرَ به.....

فانبش فيه علًّه الترياقٌ 
من كلِّ ألمٍ دفينٍ ساكن في الوريد 
دع إحساسكَ يعود من جديد 
مع كل قطرة مطرٍ هاطل 
غدقت الترابَ أريجاً لتعطر الكون 
دعه يسبح في أديمِ سمائكَ
وإياكَ أن تلتفتَ وتعود.
فكل التفاتةٍ هي، بداية لماضٍ أليمٍ.

 عائشة_ساكري_من_تونس🇹🇳

11 جوان 2022 

ليست هناك تعليقات: