من وحي الصورة
( الصبر والثبات )
إذا ما نال منك الدهر يوماً
وأضناك الأسى دهراً فدهرا
فلا تيأس إذا ضاقت خطاكَ
فربُّ العرش لن ينساكَ ذكرا
وإن زادت همومُكَ واستباحت
ملامحَ وجهِكَ الباكيَ قهرا
فثِقْ باللهِ في كُلِّ الليالي
فإنَّ اللهَ يمحو الهمَّ جَبرا
وإن جارَ القريبُ عليكَ ظلماً
وعشتَ تذوقُ من غدرِهِ مُرَّا
فدع أمرَ الخلائقِ للمُعِزِّ
وكن بالصفحِ عن زلاتِهم أحرى
وإن خذلتكَ دنياكَ ادعُ ربًّا
كريماً لا يُخيّبُ عبدَهُ سرا
فكم من مُبتلى ضاقت عليهِ
فأصبحَ بعدما ضاقَتْ بِه يُسرَا
وإن سادت ظُلامُ القهرِ يوماً
وشعَّ الخوفُ في الأرجاءِ جمرا
فلا ترهبْ ظلامَ الليلِ فاللهُ
سيُنبتُ في دُجَاهُ الفجرَ بدرا
وإن ضحّى الأباةُ بكلِّ غالٍ
وأجروا من دمِ الأحرارِ نهرا
فلا تَجزَعْ فإنَّ اللهَ أوفى
بموعدِهِ وسَيصنَعُ منهُ نصرا
وإن أبعدتْكَ دنياكَ قهراً
وعشتَ الغُربَةَ المؤلمةَ قسرا
فلا تنسَ الذي في البُعدِ يدري
ويعلمُ كم تحملتَ الكَدرَا
وكن باللهِ مستمسكاً قويًا
فإن الصبرَ يفتحُ في القلوبِ قَصْرَا
هيَ الدنيا فلا تُعطي لِوَصلٍ
ولا لِحُبِها في القلبِ قَدْرَا
وكن بالله دوماً مستعيناً
تجدْ في الصبرِ نورَ الفجرِ يسرا.
_______________________
بقلمي مصطفى رجب،
مصر، القاهرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق