فتاة المطر
رأيتها وكانت تتغنج ببراءة ودلال
ترتدي ثوبها الأحمر تلهو كالأطفال
كأنها من حور العين تسحر النظر
أميرة رقيقة بهية آية من الجمال
تحت مداسها نبت التراب أخضر
يشع نورا بوجهها وحنينها هطال
تتفتح الأزهار حولها طوعا لا أمر
تسعد بلقائها وتنحني لها إجلال
حمر وجنتيها أذاب القلب وصهر
شعرها سواد ليل يحيطها كشلال
عقد الياسمين على جيدها زهّر
الجوري على ثغرها الرمش نصال
ممشوقة القوام لا مثيل لها قمر
موطنا للحسن بنعيمه تُعَلقُ الآمال
أنا الملهم من سطر قوافي الشعر
لاأستطيع وصفها بحروفي محال
وأنا من تفنن برمي القلوب عمرا
حتى جاءت ورمت قلبي بالحال
قد بت صريع الهوى ونبضي هدر
أضرمت نار غرامها بفؤادي زلزال
عشقتها وعشقها بالأحشاء استقر
كبلتني بسحرها دون وضع أغلال
هيأت نفسي لأبوح لها بالمشاعر
تقدمت وقلت لها عندي لك سؤال
أنت ملاك من الجنة أم أنك بشر
أنت حقيقة أم أني أعيش الخيال
قالت أنا فتاة الحب أعشق المطر
عفوية وعندي من الكبرياء جبال
دخلت مملكت قلبي أيها الأسمر
فقد سرني مابحت به من أقوال
بلقائك عزيزتي ضحك لي القدر
زيديني هياما وأتم بودك الوصال
الشاعر
حسين عطاالله حيدر
سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق