*** القاع ***
رأيت المدينة تزينها أشجار بلا هويه
تزينها أسراب المتسولين و النشالين
و الباحثين
عن عمل شريف
و عن القوارير الفارغه
أو عن وجبة طعام
و المتعبون من أصحاب الشهائد
و عابرو القارات من سود الصحاري
تزينها القطط الباحثات عن طعام
في سوق الغلاء و المجاعه.
تزينها بائعات الهوى
و اللحم الرخيص
و الوسطاء بين البغايا
و حقير الحرفاء بلا هويه
أو الباحثين عن فرص
و الباحثات
عن صديق
أو رفيق
أو كريم
يحسن الإنفاق
إن عضهن الجوع
أو ضاق الخناق
و الباحثون عن طعام في صناديق القمامه
و أبوال السكارى المقرفين
و بقايا المخبرين من سقط المتاع .
رأيت فيها باعة البيض و المشاوي الفاسده
و الشاي و مسروق الهواتف و العطور الفاخره !
رأيت فيها القانعين بأوهام تصنعها النقابه
للباحثين عن تحسين في الرواتب
و الرفاه
و البغايا الباحثات
دوما عن حريف
و إن كان بئيس !
رأيت فيها متصيدي الحمقى و المغفلين
من ريف مستثنى من الكرامه
و الذاهبين إلى المدارس
حيث أعشاش الجهاله
و الحالمين دوما بالرغيف
و الزوجة الجميله
و السائلين بإلحاح متى صرف الرواتب ؟
و البغايا اللابسات في الشتاء و الخريف
الثوب الشفيف
و الجاهلين يرفعون الصوت بالنضال و الخطابه
و بائعي الوهم من عمال السياسه
و الباحثين عن وساطه
في مستشفى
أو إداره
أو معمل خياطه
و الباحثات
عن مبيت
أو صداقه
أو عشاء
أو حتى بطاقة هواتف
و الباحثين عن دفاتر للعلاج
أو عمن يقبل الرشوة لقضاء شأن
في الإداره.
أ. محمد الصغير الجلالي / تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق