الأربعاء، 5 مارس 2025

قصة تحت عنوان{{في عتمة الحافلة}} بقلم الكاتب القاصّ الأردني القدير الأستاذ{{ تيسيرالمغاصبه}}


(في عتمة الحافلة )
  سلسلة قصصية 
          بقلم :
  تيسيرالمغاصبه 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
                 -٠-
                 أنا

هذه القصص يقصها عليكم ..غريب.
وهو الاسم الحقيقي لي ..لا المستعار ،لقد ولدت بهذا الاسم أما اسمي في الأوراق الرسمية فهو مزور .
أتعلمون لماذا هو مزور ، سأقول لكم،لأني لم أختاره لنفسي، وإنما سمني إياه ذاك المدعو أبي .

                  -١-
                غثيان 

الحافلة تسير.. الطقس متقلب ،لايثبت على وضع محدد ،جميع الفصول في آن واحد.
لا هو صيف ،ولا هو شتاء ،لاهو برد قارس ولا هو صيف حار.
و..قلبي خال من أي حب ،وهذا قد يكون  شيء جميل!
لكني لازلت أشعر بشعور لاتفسير له.
قد يكون غصة ..أو هو غثيان ..أو غضب ،
أو لعله حزن على شيء ما ،أو حزن على ذاتي .
في الحقيقة أنا لاأعلم ،فأنا هذه المرة لاأشعر بأي شعور عاطفي ،لاأشعر أبدا بأني أحب أحدا ،
أنا الآن أشعر فقط بالكراهية والاشمئزاز من جميع الوجوه؛حتى من نفسي .
لا أشعر بأي ميل لأي حسناء ،ولا أرغب حتى برؤية إبتسامة طفل صغير .
ولا أشعر بأي مزاج لسماع أغنية قديمة تعيد إلي الحنين ،أو سماع موسيقى هادئة تمنحني الاسترخاء .
أن فقط ماأرغب فيه الآن هو بقائي مع نفسي ،ومواساتي لنفسي على الخيبات الكثيرة التي مررت بها وآلمتني في الصميم.

                -٢-
                 أنا 

وها أنا ذا أرى نفسي عبر نافذتي ،
أسير حائرا،محبطا،مكسور النفس ؛فاقدا لكل شيء .
عمري الآن ستة عشر عاما "فقط"!!وأنا أشعر بتلك المشاعر السلبية ،بينما من كانوا في ذلك العمر يكونون في قمة السعادة؛أليس تلك جريمة القدر!
أمشي بينما تلوح الشمس بشرتي التي إسمرت من قسوتها ،أمشي لاألوي على شيء ،فقط أمشي مختنقا .
قميصي البرتقالي المخطط خطوط سودا كطرقات حياتي المتعرحة ،وسروالي الأسود كحظي في الدنيا ،والحذاء الرياضي المغبر ،الممزق؛ذلك الهندام المهترىء الذي يدل على وضعي البائس لم يجلب إلي  عطف أي أحد بقدر ماجلب لي السخرية .
بينما لو كنت شابا طائشا ..منحرفا..عاصيا؛لربما كان الله قد أكرمني وأعزني .
لكني لم أعد أريد من الله أي شيء ؛لامن الله ،ولا من العبد.
لاأطلب أي شيء ..
لأنني لا أشعر بأني أريد أي شيء.

                  -٣-
            مشهد :سار!!

آه..هذا قطيع كبير من الخيول البرية تجري مسابقة الحافلة ،قطيع يضم جميع الألوان والنقوشات الطبيعية الساحرة التي حباها الله لها .
أنها لوحة رائعة من صنع الخالق.
ليته يعدل بشأني أنا ..ليته.
لابد أنني في حلم ،لا أعتقد أن تلك حقيقة ،أن مثل تلك المشاهد الفائقة الجمال  من غير الممكن أن تكون في بلادي الجرداء القاحلة ،العطشى المجدبة .مجدبة من كل شيء حتى من الحب ،أبرز مافيها "تكشيرة" الحقد والكراهية والغيرة والحسد.

           
 ( يتبع....)

تيسيرالمغاصبه 

ليست هناك تعليقات: