صوني المكارم
يا دَرَّةً في بِحَارِ الطَّهْرِ مَنْبِتُهَا
مِنَ اللَّآلِئِ أَنْقَاهَا وَأَغْلَاهَا
تُفَاخِرُ الشَّمْسَ فِي العُلْيَاءِ مَوْقِعُهَا
وَالنَّبْلُ يُشْرِقُ نُورًا مِنْ مُحْيَاهَا
صُونِي المَكارِمَ وَالأَخْلَاقَ صَافِيَةً
مِثْلَ السَّحَائِبِ طُهْرٌ فِي سَجَايَاهَا
نَقِيَّةٌ وَالهُدَى أُمٌّ لَهَا وَأَبٌ
حَوْلَ الشَّرِيعَةِ مَشْوَاهَا وَمَسْعَاهَا
لَكِ قَطَفْنَا مِنَ الأَلْحَانِ أَغْذَبَهَا
وَفِي حُرُوفٍ مِنَ الأَشْعَارِ صِغْنَاهَا
صُوغِي العِفَّافَ أَغَارِيدًا مُرَدَّدَةً
كِي يَفْهَمَ الزَّيْفَ مَعْنَاهَا وَمَغْزَاهَا
تَأَلَّقِي عِفَّةً بَيْضَاءَ مُشْرِقَةً
وَلِلْفَضِيلَةِ كُونِي أَنْتِ دُنْيَاهَا
تَرْنُو إِلَيْكِ عُيُونُ الْخَلْقِ مُعْجَبَةً
مِثْلَ الكُنُوزِ الغَوَارِي فِي خَبَايَاهَا
وَالمُطَرِّبِينَ بِزَيْفِ الحُبِّ خَادِعَةً
كُونِي عَلَى حَذَرٍ مِنْ زَيْفِ دَعْوَاهَا
مَنْ تَدَّعِي الحُبَّ أَقْوَالًا بِمَنْطِقِهَا
وَتُضْمِرُ الخُبْثَ سِرًّا فِي نَوَايَاهَا
تِلْكَ الَّتِي دَنَّسَتْ لِلْحُبِّ عِفَّتَهُ
تُزَيِّنُ القَوْلَ كِي تَرُدِّي ضَحَايَاهَا
هِيَ يَدٌ مِنْ أَيْادِي العَهْرِ أَرْسَلَهَا
سَوْدَاءُ كَالِحَةٌ شَاهَتْ مَآقِيهَا
أَمِيرَةُ الطَّهْرِ كُونِي لِلْتَّقَى عَلَمًا
يَهْتَزُّ مِنْ نَشْوَةِ الإِيمَانِ عَطْفَاهَا
فِي كُلِّ جِيلٍ لَكِ ذِكْرَى مُطَهَّرَةً
كَالشَّهْدِ فِي صَفْحَةِ الأَيَّامِ ذِكْرَاهَا
أُمٌّ وَأُخْتٌ مِنَ الأَرْجَاسِ خَالِيَةً
نَدِيَّةٌ لَمْ تَرَ الأَدْنَاسَ عَيْنَاهَا
يَا حَبَّذَا بِنْتَ دِينٍ طَابَ مَعْدِنُهَا
نَهْرُ الفَضِيلَةِ أَسْقَاهَا وَأَرْوَاهَا
مِسْكٌ تَفُوحُ وَأَنْوَارٌ تَلُوحُ لَهَا
جَلَّ الَّذِي مِنْ حِجَابِ الحُسْنِ غَطَّاهَا
بقلمي عبد الحبيب محمد
ابو خطاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق