الجمعة، 7 مارس 2025

قصيدة تحت عنوان{{كيفَ أُشفى منكَ}} بقلم الشاعر الفلسطيني القدير الأستاذ{{صفوح صادق}}


-كيفَ أُشفى منكَ-

كيف أُشفى منكَ
وقد طالت جذورُكَ في قلبي
تشابكت مع نبضي
وامتدَّت كالأغصانِ في لياليَّ الطويلةِ
تحتَ ظلالِها كنتُ أستظلَّ
وفي خضرتها كنتُ أنمو

كيف أُشفى منك
وأمطارُكَ غمرَت روحي
بلَّلت جفافَ أيامي
وغسلتني من أحزانٍ قديمةٍ
حتى بتُّ لا أعرفني إلّا بك

كيف أُشفى منك
وقد أزهرَت ورودُك في شراييني
تفجَّرَت ألواناً بين نبضي
عبيرُها يملأُ صدري
وحفيفُها يهمسُ لي بإسمك

كيف أُشفى منك
وأنت الضوءُ في سنينَ عمري
أنت الفجرُ حين يطولُ المساءُ
أنت الدفءُ حين يشتدُّ الشتاءُ
فكيف لي أن أُطفئَك
كيف لي أن أنساك
لعلّي لا أُشفَ منك
لكنِّي سأتعلمُ أن أحبّك من بعيد
كما تُحبُّ بحراً لا يلتقيها
كما تُحبُّ الريحُ أوراقَ الشجر
فتُراقصها ثم تمضي

كيف أُشفى منك
وأنت لستَ عابراً في ذاكرتي
بل جذرٌ ضاربٌ في أعماقي
يغزلُ من نبضي خيوطاً
ويحكمُ عقدَهُ حولَ روحي

كيف أُشفى منك
وأمطارُك لاتزالُ تهطلُ
تنزلقُ بين أصابعي كالمطرِ الناعمِ
تُبلّلُ حنيني كلما جَف
وتُزهرُ الأشواقُ في صدري من جديد

كيف أُشفى منك
وأزهارُك نمت في شراييني
تمتدُّ بين أضلعي كحقلٍ مُمتدّ
كُلُّ رعشةٍ ..كُلُّ نبضةٍ
هي زهرةٌ تحملُ إسمك

كيف أُشفى منك
وأنت الضوءُ الذي أنارَ لياليَّ
وجهُك كان القمرُ في عتمتي
وصوتُك موسيقى الأيامِ الهادئةِ
فهل ينسى العاشقُ أُغنيتَهُ

أُحاولُ الهروبَ فلا أجدُ سوى ظلّك
أُحاولُ النسيان فينتفضُ قلبي بإسمك
كأنَّك الحقيقةُ الوحيدةُ 
في عالمٍ يتغيّرُ كلَّ يوم
لستُ بحاجةٍ للشفاءِ
بل للتصالحِ معك في غيابِك
لأتعلّمَ كيف أعيشُ وأنت في البعيد
كالشمس تغيبُ لكنَّها لا تموت

صفوح صادق-فلسطين

٦-٣-٢٠٢٥. 

ليست هناك تعليقات: