"جثّة بلا رأس"
على قارعةِ الأنقاضِ،
تمشي الطفولةُ بزمنٍ مقلوب،
حافيةً من النَّفَس،
عاريةً من الرأس،
تجرُّ ظلّها المبتور،
كأنّهُ لعبةٌ بلا حركةٍ ولا بُكاء.
هناك،
حيثُ الحجارةُ تعرفُ أسماءَ أطفالٍ لم يكتملوا،
يُنحَتُ الرأسُ من الورقِ،
وتُزرَعُ فيهِ خوذةُ موت.
لا رأس،
لا عينين لتبصرَ الحلوى،
لا فمًا لينادي "أمّي"،
ولا جبهةً لتحلمَ بالسماء.
الجسدُ يتعلّمُ وحدهُ
كيفَ يكتبُ التاريخَ
بقدمٍ واحدة،
وكيفَ يقفُ بلا ميزانِ عقل،
وكيفَ يركضُ في منامِ الأحياء
ككابوسٍ لا ينتهي.
أطفالٌ
كُتِبوا بالرصاصِ،
وحُذِفوا من المناهج،
وصاروا في الصحفِ
مجردَ إحصاءٍ
يُراجعُهُ القاتلُ كلّ مساء
قبل أن ينامَ كجنرالٍ متخمٍ بالنياشين.
الرؤوسُ المقطوعةُ
لم تُرمَ عبثًا،
كانت تماثيلَ المستقبل،
حاملةً ملامحَ فكرٍ
لم يُعجِبِ الجلادين،
فكسَروا الملامح،
وزرعوا مكانَها جدارًا.
طفلٌ بلا رأسٍ
ليس صورةً
بل فكرة.
صرخةٌ بلا فم،
ولغةٌ بلا لسان،
وموتٌ
يشرحُ لنا الحياة
بطريقةٍ
أكثرَ صدقًا من كلِّ الكتب.
بقلم دنيا محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق