السبت، 26 أبريل 2025

نص نثري تحت عنوان{{مرارة في حلق الضيق}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة{{دنيا محمد}}


"مرارة في حلق الضيق"

تتكوّر الغصّة في حلق السكون،
كأنّ الريح نسيت طريق الرجوع إثر صفعةِ الخوف.

نشرب ضوءًا متكسّرًا،
كأنّ الزجاج أورثنا نبضه المُرّ في كفّ الطريق.

ترتّل الجدران نشيد الغفلة،
وتنحت للظلّ سلّمًا ليهرب من نفسه.

في زاوية بعيدة منّا،
يكبر صدًى لسؤال لم يُطرح،
ويظمأ الجواب وهو يتنكّر في معطف المغازي.

كل نبتة زرعناها كانت تفكّر بالخروج،
وكل غيمة لم تُمطر كانت تتلثّم كي لا تُفضَح.

الأسفار تُقرأ معكوسة،
والبوصلة تدور حول نفسها،
كأنّ الجهات اتفقت أن تنسى.

نرسم ملامحنا بدون مرآة،
ونروّض الشروخ كألف نافذة مُقفلة على أمسٍ لم يَعتذر.

في صمت الحقول،
تبكي الحبوب قبل أن تنبت،
وفي حُلم الماء،
تضيع الجذور بين أسنان الصخر.

ثمّة صدع في الوقت،
وكلّما رتقناه بالذِكرى،
تفلّتت منّا منارةٌ كانت تُضيء.

ما أشبه الهمس حين يصير وطنًا،
وما أبلغ الرمز حين تنطفئ الأسماء.

في حلق الضيق
تتدلّى الوصايا كجرسٍ مخنوق،
ويبقى الطريق
يتظاهر بالطول
وهو يلتفّ على نفسه،
كما تلتفّ الحكمة حول كتف مجنون.

دنيا محمد 

ليست هناك تعليقات: