الاثنين، 26 مايو 2025

نص نثري تحت عنوان{{العشق الإلهي… حين يتكلم القلب}} بقلم الكاتبة السورية القديرة الأستاذة{{كاتيا الرباعي}}


فلسفة

العشق الإلهي… حين يتكلم القلب

أكتب هذه الكلمات لا لأشرح، بل لأتشارك شيئًا من شعور يرافقني كلما أغمضت عيني وتأملت هذا الوجود… شعور يشبه الشوق ولا يشبهه، يتجاوز الحبّ المألوف، ويذهب بي إلى مساحات لا يُمكن للعقل أن يصفها.
هو العشق الإلهي… ذاك السرّ الذي يسكن القلب ويوقظه في آن.

ليس هذا العشق طمعًا في ثواب، ولا خوفًا من عقاب. هو حبّ لا مشروط، حبّ يجعلك ترى الله في كل شيء، وتسمعه في الصمت، وتشعر به حين لا يقول أحد شيئًا. هو لحظة صفاءٍ تذوب فيها الذات، وتنكشف فيها الأرواح على حقيقتها… خفيفة، نقية، باحثة عن الأصل.

أحيانًا أشعر أن قلبي لا يصلّي بالكلمات، بل بالحنين… حنين إلى النور الأول، إلى الحضن الإلهي، إلى السلام الذي لا يُشترى. وأحيانًا، أنظر إلى السماء وأهمس دون صوت: "يا من أحبّك دون أن أراك، اجعلني من الذين عرفوك بحبّهم، لا فقط بعقولهم".

تعلّمت من العاشقين قبلي من رابعة، من الحلاج، من الرومي أن الحب الإلهي طريق لا يُسار فيه بالأقدام، بل يُحلق فيه القلب. لا خارطة له، لكنه يقودك دومًا إلى الداخل… حيث الله أقرب.

كتبت هذا النص لأنني أردت أن أضع بين يدي القارئ جزءًا من صلاتي
 لا كما تُقال، بل كما تُحسّ. فمن ذاق عرف، ومن أحبّ، اقترب.

ماراي القراء

كاتيا الرباعي

سوريا 

ليست هناك تعليقات: