حديث نفس عابر
د.كرم الدين يحيى إرشيدات
في ظل الارق وقلة النوم
والنظر الى سقف الغرفة متأملا
والبحث بجدران غرفتي
عن اشياء لا اعرفها
وألف الف سؤال يتبادر الى ذهني
وتقف الإجابات عاجزة
امام ابسط الاسئلة
وتقف ايضا النفس عاجزة
عن ترجمة ما تريد
واي صنف من أصناف الراحة يطبب
اوجاعها
وهل اذا وجد الدواء ذهب الداء
ولكن اي دواء يكون قادرا
على تطبيب وجع الروح
وتكثر الاسئلة وتضمحل كل الاجوبة
امام الكم الهائل من علامات الاستفهام
وأمام شعوذة المشاعر
المطموسة بلعانات الأجداد
في زمن كثر به السحر والشعوذة
والاستحواذ الروحي والنفسي
وكانت الغمامة تحجب الرؤيا
عن الأعين
ووضعت الطقوس
والقيت التعاويذ الأبدية
تعاويذ المناجاة الميؤوس منها
والاشواق التي وئدت في زمن الحبابرة
والخوف والجزع والفزع
موروثات ورثناها جيلا بعد جيل
والسؤال الذي يطرح نفسة
من بين كل هذه الزوابع التي تعيث بارواحنا فسادا
لماذا نحن
لماذا نحن من بين كل مورثات القهر
المتأصل في نفوسنا
وهل الحب تمتلكه الشياطين
شياطين الاستحواذ على الذات
ام هو وسوسة نفخت في آذاننا
وكانت النفس الأمارة بالسوء
من تقبلتها وآمنت بها
نعم
لم نحن الذين تحملنا رياح الحرمان
وتلقي بنا وسط رمال السنين
لتغرقنا
نحن الذين ادمى الحب قلوبنا
واوجعنا حتى اتخمت ارواحنا منه
ونحن الذين خسرنا الليل بساعاته
نناجي اوهاما خلقت لتعذبنا
ونحن الذين كانت أقمارنا كاذبة
لم تكن سوى رسومات طباشير على جدران ازمنتنا
تضيق الدنيا الخناق على عنقي
وكأنها حبال لمشانق الاستعباد الروحي
تفتك بكل من حاول ان يكون نفسة
لا ان يكون عبدا لرغباته
ولا نزواته
لان الحب هو نزوة شيطانية
غمست السم بالعسل وقدم لنا على أطباق منمقة ومزركشة
ولا لمعتقدات قد تكون وثنية
في زمن الرق والعبودية
هو حديث نفس
يكون ما بين النفس والنفس
لان زمن البوح ذهب الى غير رجعة
وطمست آثاره
بقينا نحن ثابتين كالاصنام مزروعة في مكانها لا تغادره
شبيهة لما كان يسمى الانسان
ولا تمتلك روحا
ولا قلبا ينبض بداخلها
د.كرم الدين يحيى إرشيدات
الاردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق