- حكاية ورق -
في المساء كعادته تأنق لها وأعد فنجان قهوته واشعل سيجارته ونفث دخانها الذي امتزج برائحة عطره الذكوري وجلس امامها اقترب منها لامستها اصابعه ولأول مرة أحسَ ببرودها وكأنها لاتطيقه .
همست له برقة ياسمين
لم يعد جسدي يحتملُ فظاعاتك .
لم يصدق ان هذا الجسد الابيض الرقيق يستعصي على يديه.
كان ولأول مرة يشعر ببؤس نظراتها وبتلك الدمعة الحبيسة داخلها .
تنهد بمرارة وابتعد عنها وسرعان ماأحس بقسوته كم تحملت هذه الورقة البيضاء وحملت خرافاته الحمقاء كم كتبت اقلامه بين سطورها حكايات حب لإمرأة اخرى غير آبهةٍ بهذه الورقة البيضاء التي تلطخها حكايات حبره فيضيع بياضها في قتامة حكاياته.
لايوجد جسد يحتمل كل تلك الانتهاكات مثل الورق .
كم دفن في مقابر جماعية بين سطور هذا الجسد الابيض الرقيق اشلاء ذاكرته التي مزقتها حكايات الحب ومرارة الوجع.
كم مرة وبعدما انتهت نزوة قلمه تركها وحيدة فوق مكتبه غير مكترثٍ بها .
كم مزقها كلما خانه قلبُ اخرى
وكم وكم ...آآآآآآآآآآه
اخذها بين يديه وقال
ايتها الورقة الحبيبه لن اكتب بعد الان على جسدك الابيض الرقيق غير حكاياتكِ انتي لن ا.........
قاطعته .. وتبسمت الورقة.
وتيقنت في داخلها انها ستظل جسداً يُنتَهَكُ وانها لن تعيش بيضاء مطلقاً .
ولكن حكاياته هو ستبقى
حبراً على ورق.
- صفوت أكرم الصادق -
الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق