الأحد، 18 مايو 2025

نص نثري تحت عنوان{{بطونٌ جائعةٌ وحجر}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة{{دنيا محمد}}


 "بطونٌ جائعةٌ وحجر"


في غزة،
حينَ يجوعُ الخبزُ
ويرتجفُ القمحُ
من صوتِ الطائرات،
يربطُ الطفلُ على بطنِه حجرًا،
لا ليكتمَ أنينهُ
بل ليجعلهُ شاهدًا باسمه،
ويصيرُ الصبرُ مقدّسًا
في حضرةِ الألم
تحتَ الأنقاض.

في غزة،
الحجرُ
ليس سلاحًا فحسب،
بل رغيفٌ مؤجل،
وسقفٌ مهدوم
يرجوهُ الجائعون
كأنه موعدُ القيامة.

البطنُ الجائعُ
كتابٌ مفتوحٌ
كتبَ فيهِ التاريخُ خيانته،
وغرزَ فيهِ الساسةُ
أنيابَهم
وقالوا: انتظر.

ويا لهذا الحجر،
كيفَ اتسعَ لكلِّ هذا الجوع
ولم يتشقق؟
وكيفَ صارَ شاهدًا
على وطنٍ يأكلُ أولاده
ثم يعتذرُ لهم
بأنينٍ نشاز؟

في غزة،
كلُّ جدارٍ
يحفظُ الوصايا العشر
ويزيدُ عليها وصيةً:
"لا تثقْ بأحدٍ
لم يذقْ طعمَ الجوعِ في حضنِ الخوف."

نحنُ،
لا نأكلُ الخبز،
نأكلُ الرمادَ
ونختبئُ من العارِ
تحتَ أجسادِنا الهزيلة،
نربطُ على بطونِنا الحجر
ونفكّه فقط
لنطعمَ الطينَ دمًا
كي ينبتَ شهيد.

في غزة،
الطفلُ حينَ يجوع،
لا يبكي،
بل يعضُّ على الجدار،
كأنه يقولُ:
"هنا سقطتْ الإنسانيةُ
وارتفعَ الحجر."

بقلم: دنيا محمد

ليست هناك تعليقات: