الخميس، 29 مايو 2025

قصيدة تحت عنوان{{طِفلَة}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{محمد رشاد محمود}}


(طِفلَة) - (محمد رشاد محمود) 
في فبراير مِن عام 1984 وكُنتُ في الـثلاثين مُقيمًا في مأدبا بـالأردن ، وحينَ كُنتُ أستَقِلُّ الحافِلَةَ مِن عمَّان إليها ، راحت طِفلَةٌ جَميلَةٌ في نحو الرَّابِعَة تَقِفُ على المقعدِ الأمامي، فلا تكادُ تَبينُ - لِقِصَرِها - تداعِبُني فتَرفَع رأسها مرَّةً وتَخفِضُه مرَّةً وتميسُ ذاتَ اليَمينِ وذاتَ اليسـار وتُخرِجُ لسانَهـا وتَتَلَمَّظُ بشَفَتَيها وتُرَأرئُ لي بعينَيهـا الخضراوَين فبادَرتُ بنَظمِ هذه الأبيات قبلَ أنْ تَتَفَلَّتَ فورَ النُّزول :
رَفرِفي كـالشَّــمـسِ لا
بَــلْ كـضَوءِ الـقَبَـــسِ
شَدَّ ما يَحلـــو السَّـــنا
بَيــــنَ جَهــمِ الغَلَــسِ
طِفـــلَةً يا قَلــبُ هَـــا
كـالحَيــــا المُنْبَــجِسِ
فَوقَ قَعقـاعِ الصَّفــــا
تَحتَ عَيـنِ السُّـندُسِ
رِقَّــــةُ الأنـــْــداءِ في
فَمِهــــــــا المُقْتَــبَـسِ
واختِــلاجاتُ السَّنـَــا
في دَدَاهــــا المُـؤنِسِ
مـــــا أُحَيــْـلاهــا إذا 
أخلَــــــدَتْ لِــلْمَنَــسِ 
واستَباحَتْ طفـْـــــرَةً
لِلظِّبــــَـــاءِ الشُّــمَّـسِ
كالفَــــراشاتِ فَـــدَت
لَــمسَــةَ المُلـتَــــمِسِ
أو مُوَيـجَــاتٍ نَـــزَت
هائِجــــاتِ الهَـــوَسِ
أينَــــعَ الـــوَردُ علَـى
خَـــدِّهــا لِليَـــــــبَسِ
شَعْـــشَعَتٍ صَهبـاءَهُ
وَقـْـــــــــدَةٌ لِلَّـــعَـسِ
وِظِــلالُ الــدَّوْحِ في
طَـــرفِهـا المُختَلِــسِ
قَد صَبــا النَّسـمُ إلى
شَعْــرِهــا المُرتَـعِسِ
مُسْـتــثَارِ المُهـْـرِ في
ضَبــْـــحِهِ لِلـفَـــرَسِ
وَمُحَيــَّــاهــا حِمَــى
خِفَّـــــــةِ المُبْتَـــئِسِ
يَـجْثمُ الرِّجْسُ لَـدَى
طُهـْـــــرِهِ بالبَـلَـــسِ
كُـــلُّ مَــأزومٍ مَــدَى
رَمْقِـــــــهِ لِلسَّلَــــسِ
رُبَّ  جِــرْمٍ  يُــزْدَرَى
قَـــــدرُهُ بالــــشَّوَسِ
فــــــاقَ في إقلالِــهِ
راسِخـــاتِ الأسَــسِ
إنَّنــِـي في ظِلِّــــــها 
مُسْتَطـارُ النَّـــــفَـسِ
كُــلَّــــــما زِدتُ رَوًى
مِنْ رَناهــــــا أمتَسي
(محمد رشاد محمود)
 ..........................................
المَنَسُ : النَّشاط .
اللَّعَس: سوادٌ مُستَحسَنٌ في الشَّفَة ، واللعساء التي في لونها أدنَى سوادٍ مُشَرَّبَةٌ مِن الحُمرَة .
المُرتَعِس : المُرتَعِشُ .
البَلَس : مَنْ لا خَيرَ عِندَهُ .
الشَّوَسُ: النَّظَرُ بِمؤخِر العَينِ تَكَبُّرًا أو تَغَيُّظًا .
الرّنا : إدامَة النَّظَرِ بِسكون الطَّرف .

أمتَسي : أعْطَشُ . 

ليست هناك تعليقات: