"في عتمة الحافلة "
سلسلة قصصية
بقلم:
تيسيرالمغاصبه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
لازلت ملكة
-٢-
قلت مستغربا:
-يبدو أنك لاتهوين الرياضة بالرغم من أن مظهرك
يوحي بغير ذلك؟
تجاهلت سؤالي وتأملت مظهري وقالت :
-بل يبدو أنك أنت رياضي ،أو كنت رياضي .
-نعم هذا صحيح ،أنا أمضيت الشطر الأكبر من
حياتي في الرياضة والريجيم ههههههه لكن
أخيرا شعرت بالملل من الرياضة ،وأنا في الأساس
لم أحب الرياضة يوما ،أنا متناقض أليس كذلك
ههههههه ؟
-"حرام عليك" تكره الرياضة وتشعر بالملل من
أرقى فعل ممكن أن يقوم به الإنسان.
-أعتقد أن كل شيء في الدنيا يمكن أن يشعرنا
بالملل إن نحن بالغنا فيه؟
ثم تأملت قوامها الجميل وتابعت مغازلا:
-إلا رؤية الجميلات ؟
حضرت المضيفة ..سألت عن طلباتنا ..نظرت إليها
وقلت :
-أتسمحين لي بأن أعزمك على شيء؟
-أقبل عزومتك.
-أشكرك ..ماذا تطلبين ؟
-بما أنك عزمتني ،نفس الشيء الذي تطلبه أنت لنفسك.
نظرت إلى المضيفة وقلت :
-إثنان نسكافيه من فضلك؟
بعد أن ذهبت المضيفة قالت الفتاة مداعبة:
-الأن عرفت من أين جئت بهذا الكرش ههههههه؟
-ههههههه تقصدين النسكافيه .
-بالطبع فأنه لايبدو عليك بأنك شره ؟
-صدقت فأنا لست أكولا ولكنه فقط سلوك خاطىء
شرب النسكافيه والكابتشينو والهوت شوكلت وتناول الحلوى والنوم بعد تناول الطعام..ههههههه ذلك غير أني مغرم بالكنافه؟
-واااو؟
-ههههههه .
-بالرغم من أن الله قد منحك المقدرة على المشيء وممارسة الرياضة والطيران ؟
-الطيران.
-نعم ..يوجد الكثير من الناس الذين لايقدرون
النعمة إلا بعد زوالها؟
-أنت عبقرية يا ..أه..نسيت أن أسألك عن أسمك ..
هذا إن لم تمانعي.
-بالطبع لن أمانع أنا إسمي ريم .
-"عاشت الأسامي" حقا تسمية في مكانها..ريم.. نوع من الغزلان .. غزالة ..والغزالة
السريعة جدا والتي لاتقف ولا تتحدث سوى مع
الإنسان المحظوظ.
-ميرسي؟
-أنا اسمي وحيد.
-بما أنك وصفتني بأسمي..ريم ،هل أنت وحيد فعلا؟
-لست وحيدا ..لكني كنت أشعر بالوحدة دائما ..عموما
أنا بت أعشق الوحدة الأن.
-ماأسم بروفايلك؟
-وحيد الغريب ، وأنت .
-ريم القمة ؟
-جميل..القمة ..أنت ملكة.
-كنت تقول بأني أمتلك الكثير ..الكثير ؛مثل ماذا؟
-شخصيتك ..مظهرك ..حضورك ..جمالك ..رشاقتك
وغير ذلك الكثير الكثير ..أن كل مابك يؤهلك
لتكوني مضيفة..فنانة ..أديبة ..رياضية..فيلسوفه..
عارضة أزياء ..راقصة باليه و..و....أشياء لاتعد .
-ميرسي .."كلك ذوق"؟
-أن هذه حقيقة دون مجاملة فأنت خلقت كي
ينظر الناس إليك باعجاب وينحنون أمام جمالك ويسبحون
الخالق الذي خلق وصور.
-أخجلتني.. هذا يكفي قد اصدقك هههههههه؟
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ماأن رأيت أعمدة النور والعمارات المرتفعة والمحال التجارية حتى أدركت أن الحلم الجميل
قد أوشك على نهايته ،
توقفت الحافلة أمام الشركة التابعة لها ..بقينا
جالسين في مقاعدنا نتجاذب أطراف الحديث حتى خروج جميع المسافرين
من الحافلة ولم يبق غيرنا ،
نهضت من مقعدي ..مديت يدي لها لمساعدتها
على النهوض، لكنها بقيت تنظر إلي دون أن
تمد يدها، فكدت أشعر بخيبة الأمل
، لأشعر بنفس الشعور الذي أشعر به دائما عند نهاية كل حلم جميل ينتهي عند الذروة.
دخل إلى الحافلة رجل أربعيني يبدو عليه الثراء
والرقي وحسن الخلق ،إقترب منا وابتسم وقال موجها كلامه لي:
-مرحبا ؟
ثم نظر إليها وقال:
-حمدا لله على سلامتك يا ريم ؟
-الله يسلمك يا أبي.
إقترب منها أحاطت عنقه بذراعيها ثم حملها و
قبل أن يتركاني ويغادرا قالت ريم :
-سعدت بمعرفتك ياوحيد ..باي باي؟
ريم مقعده ..ياإلهي .
حقا أن الله يسلب الإنسان شيء ليعط مقابله أشياء.
نزلت من الحافلة تابعت
الأميرة وأبيها الذي كان يحملها كطفلة حتى أجلسها في
عربة فارهة ،ثمينة وإنطلقت العربة حتى إختفت
عن ناظري.
"إنتهت القصة "
وإلى قصة أخرى
تيسيرالمغاصبه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق