ملكُ الفصولِ
الكون حولي مشرق متأنّق
والأفقُ طلقٌ .. والطّيورُ تزقزقُ
نشوان من خمر الوجود وسحرهِ
لبهاء فجرٍ طالعٍ أتشوّقُ
بعد الشّتاء وبردِهِ وغيومهِ
جاء الرّبيعُ بسحرهِ يتألّقُ
كلّ الرّوابي تكتسي بزبرجَدٍ
والماءُ حولي فضّةٌ تترقرقُ
راقتْ عروشُ الياسمينِ تفتّحتْ
أزهارهُ والعطر منها يعبقُ
شمسٌ أطلّتْ شعشعتْ أنوارها
في الماء منها ذوبُ تبرٍ يَبْرُقُ
ملكُ الفصولِ أتى يرفْرفُ ساحرًا
والنّور من عين الدّجى يتدفّقُ
وشَى ثياب الرّوض من أزهاره
نيلوفرٌ عبقُ الأريجِ وزنْبَقُ
وأفاقتِ الأشجار بعدَ سباتها
وبلابل بين الغصون تحلّقُ
تشدو على أفنانها .. كم تنتشي
تغريدها بعذوبةٍ يتموسقُ
وتوشّحتْ بالنور أزهار الرّبا
ومن النّدى تاجٌ به تتأنَقُ
وتَفتّحَتْ أكمامها وتبرّجَتْ
بسمتْ وأعينُ بيلسانٍ ترمقُ
مرّ النّسيمُ بها يجرّ ذيولهُ
ويضمّ سيقانًا بها يترفّقُ
ورأى الورودَ تفتّحتْ أكمامها
عنْ ميسمٍ فيه الندى يترقرقُ
هفتِ الورودُ إليةِ هفوةَ منتشٍ
وتمايلتْ والأقحوانُ يحدّقُ
فسرى إليها هامسًا ومداعبًا
ورحيقها من ثغرها يتذوّقُ
كم في الطبيعة أستشفّ محاسنًا
كجنانِ خلدٍ .. زُخْرِفَتْ تتألّقُ
وبخاطري طاف الجمالُ بسحرهِ
وانزاحَ عنْ أفقي السّحابُ المطبقُ
غاضتْ شجوني والهموم نسيتها
في خافقي أمواج بِشْرٍ تدفُقُ
ونسيتُ أمسًا أظلمتْ آفاقهُ
في شرفة الأحلام صبحٌ يشرقُ
وكأنّ شهبًا أمطرتْ في خاطري
عذب المشاعرِ في الفؤادِ تحلّقُ
سحرٌ همى فملأتُ منهُ محابري
وعلى السطور رسمتُ حرفًا يألقُ
رفا الأشعَل
على الكامل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق